حميد زيد – كود//

الزليج اليوم في كل مكان.

الزليج في حاتم عمور. ومن رأسه حتى أخمص قدميه.

الزليج في الوطنية.

الزليج لنا.

الزليج في الكان. وفي الجامعة الملكية لكرة القدم. وفي الوصلات الإعلانية.

وفي الفيديو الترويجي

وفي الملعب. وفي عارضات الأزياء. وفي الملابس. وفي الجدران. وفي الملصقات.

الزليج مبالغ فيه كثيرا.

الزليج ليس هكذا يكون الزليج.

الزليج باعتدال لئلا نتحول إلى أضحوكة.

الزليج في الرأس كي لا يدخله أي شيء آخر.

الزليج في العقل.

وكي نغلق على هوية المغربي.

وكي نمنعها من التنفس.

ورغم أننا نردد دائما أن هويتنا غنية ومتعددة. فقد اختزلناها في الزليج وحده.

ولا شيء غيره. وهو البداية والختام.

ومن لم يتزلج فليس منا.

ومع الوقت.

ومع الحملة. ومع الدعاية. ومع الأنترنت. ومع دخول المؤثرين.

و وطنيي تيك توك.

ومع العدوى التي أصابنا بها الجار.

صنعنا قومية زليجية. ونزعة وطنية شوفينية قائمة على الزليج فقط.

ومن يعارض الزليج.

ومن يحتج على الإكثار منه.

فهو مشكوك في أمره. وقد يكون في صف العدو.

و قد يقبل أن يسرق زليجه منه دون أن يحرك ساكنا.

ومن لا يدافع عن زليجه فهو لا يستحق أن يكون مغربيا.

وأينما وليت وجهك. تصطدم بالزليج.

وفي الخطاب.

وفي المقرر الدراسي. وفي غلاف الكتاب.

وفي الشعار.

وفي النص. وفي النظم. وفي النثر. وفي اللوحة. وفي الواجهة.

وهذا تضييق على هوية مغربية كنا نظن أنها أثرى و أوسع وأكثر انفتاحا.

والأخطر أن ننسى أن المغربي كائن حي.

ومن لحم ودم.

وأن ندفعه إلى يتزلج من فرط توظيف الزليج.

والخوف كل الخوف أن يتحول إلى طابو.

وإلى خط أحمر.

ومن ينتقده.

ومن يشير إلى الزليج بالإصبع.

ومن يتحدث عنه بالسوء.

ومن لا يطلي الملاط. ومن يرفض أن يتزلج. ويلبس هذه الهوية.

ومن يحذر من مغرب مزلج بالكامل.

لا مسام في جسده

و لا مسارب فيه

يمر منها الهواء. وتمر منها كل الأشياء الأخرى المشكلة لهويتنا.

وكل الرموز.

فإنه يعتبر خائنا. لهذا الوطن. وللأمة التي قررت فجأة أن تصبح زليجية.

فقط.

ولا شيء غير الزليج.

بينما المغربي أكبر من ذلك

ومن الظلم

ومن الاستبداد سجنه في زليجة.

وضربه بها في الإعلام

وفي الخطاب الرسمي. وفي الكرة. وفي النوم. وفي اليقظة.

وفي الصباح

وفي المساء.