عبد اللطيف اگنوش أستاذ باحث ////
لاحظت أنه داخل الساحة هنا والان يوجد نوعان من الخطابات الخطيرة على المجتمع المغربي والدولة المغربية هنا والان:
١ – خطاب الهوية ذو البعد العرقي الأمازيغاوي المتطرف…هاذ الخطاب نابع من أفراد يعتقدون أنهم حراس معبد الأمازيغية كلغة وكثقافة… ويقول إن إصلاحات المدونة وجب أن تأخذ من تقاليد المجتمع الأمازيغي المبنية على المساواة واحترام موقع المرأة الأمازيغية داخل القبلية… القبيلة التي بيّنت الدراسات الأنثربولوجية القديمة والحديثة أنه لا يوجد كيان بشري أقل مساواة وأقل ديمقراطية منها… لا المساواة بين الرجل والمرأة ولا بين الرجل والرجل… نظرا للتراتبية السياسية والاجتماعية لمكوناتها التي تتوزع بين الماسكين بزمام أمورها من الأمازيغ الأحرار، والحراثين من العبيد القدامى الذين حصلوا أو اشتروا حريتهم وانصهروا في القبيلة مع مرور الزمن، والأجانب من القبائل البعيدة والذين أسرتهم القبيلة أثناء حروبها وانتهى بهم المطاف بالانصهار داخل المجموعة، واليهود المنصهرين داخل المجموعة منذ الأزل والذين تركت لهم القبيلة وظيفة صناعة الأسلحة والمجوهرات بكل أنواعها… فلا ديمقراطية هنا خاصة فيما تعلّق بممارسة السياسة والسيادة والتدبير لصالح الأمازيغ الأحرار من أبناء القبيلة الذين يمارسون التجارة والفلاحة والتدبير وسياسة القبيلة وإقصاء الباقي لأن الجميع واعي بهذه التراتبية ومستبطن لها ومُعيداً لإنتاجها…
وعليه لا يجوز الافتخار بأمور لا توجد إلا في مخيلة حراس “معبد الهوية” المزيف والزائف…
٢- خطاب الهوية الإسلامية لدى حراس معبد السلفية ومعبد الأممية الإخوانية…هو الآخر خطاب زائف وكاذب… فالإسلام موجود بين المغاربة لقرون، وعرف تغييرات وتحولات خلال تاريخه الطويل… إسلام عرف الباطنية وفقهها، وعرف الظاهريّة وفقهها، وعرف الأشعرية، وعرف الفقه المالكي، وعرف ممارسات الإسلام الصوفي بكل تلاوينه وبرع في تطويره وتصديره إلى إفريقيا، وعرف السلفية الإصلاحية في بداية القرن العشرين، إلى أن انتهى به الأمر إلى ما نحن عليه الآن… ولا حاجة له هنا والآن لا للأممية الإخوانية ولا للسلفية بكل تلاوينها القاعدية والداعشة والجولانيه ولا غيرها…
خطاب الهوية والخطاب الهوياتي الجوهري essentialiste هو أخطر الخطابات على الإطلاق…
ففي الخطاب الهوياتي هلاك الشعوب والأنظمة …
في الخطاب الهوياتي تكمن الحروب…
الحروب الأهلية…
والحروب على الشعوب الأخرى… والحروب على الذات…
انظروا لما حدث لليابان من القرن تسعطاش لعام 1945…
انظروا لما حدث للألمان عام 1945…
انظروا لما حدث ويحدث في سوريا…
والعراق سابقاً…
وخذو الموعظة الحسنة من أؤلك وهؤلاء… ومن التاريخ القديم والحديث والقائم الآن…
ولنا أن نعترف بأنه من حسن حظ المغرب والمغاربة أن حكامه منذ الاستقلال حصّنوا الحياة السياسية والمجتمعية بمؤسسات سياسية ودينية تتوفر على قدر كبير من الشرعية السياسية والتوقعية في الفعل وفي النتائج…