عثمان الشرقي – كود //
موضوع الختانة من النقاشات اللي كترجع مرة مرة فالفضاء العمومي، خصوصا ملي كتدخل فيها الزاويتين: الدينية والطبية. بزاف ديال الناس كيتعاملو مع الختانة كأنها أمر سماوي ما فيه نقاش، ولكن ملي تقلب فالنص القرآني، كتلقا أن القرآن ما جابش ذكر مباشر لهاد الفعل، وخا كاينة قصة النبي إبراهيم من الألف حتى للياء، بلا ما تجبد سيرة أنه ختن راسو وهو فالثمانين عام، ولا أنه دارها “بالشاقور” كيف ما كترويها بعض الأحاديث.
فالمغرب، الختانة ماشي غير ممارسة دينية، ولكن طقس اجتماعي كيحمل رمزية قوية. فبزاف من المناطق، كيتحول نهار الختانة لاحتفال عائلي كبير، فيه الزغاريد، الحنا، واللباس التقليدي. الطفل كيتلبّس “جلابة بيضا” و“البلغة”، وكيدوروه فالحي بحال العريس الصغير. العائلة كتدير الزردة، والعيالات كيغنيو ويفرحو، بحال حفلة عرس صغيرة. بزاف ديال الناس ما كيشوفوش فيها عملية طبية، ولكن مناسبة للبركة والدخول فـ”الرجولة” الرمزية، بحالا طهارة هي العتبة الأولى فطريق الذكورة،هاد الطابع الاحتفالي بقا راسخ، خصوصاً فالبوادي والمناطق الشعبية، في حين المدن الكبرى بدات كتشوف العملية فعيادة أو مصحة، بلا طقوس ولا احتفال وحتى بعض الجماعات الترابية كتنضم حفل ختان جماعي كل عام بمنسابة شي موسم ولا مهرجان،السؤال اللي كيبقى مطروح هو: واش فعلاً الختانة ضرورية من ناحية طبية؟ ولا غا عادة دينية اجتماعية بقات متوارثة؟
العلم كيشوف الختانة من زاوية علمية محايدة، بلا خلفيات دينية ولا تقاليد. الدراسات الطبية كتقول أن الختانة ممكن تساهم فالتقليل من بعض الأمراض المنقولة جنسياً، بحال فيروس HIV، خصوصاً فالمناطق اللي فيها انتشار كبير، ولكن هاد التأثير محدود وماشي كافي باش توصف العملية بضرورية. من جهة أخرى، أبحاث أخرى كتأكد أن الجلد اللي كيتحيد فعملية الختان فيه آلاف النهايات العصبية اللي كتلعب دور أساسي فالإحساس الجنسي، وبالتالي فالختانة كتأثر فعلاً على التجربة الحسية للرجل. بمعنى آخر، الطب ما كيعطيش حكم مطلق..
كاينين أطفال اللي خرجو من العيادات مشوّهين نفسيا وجسديا، كاين اللي فقد العضو ديالو جزئيا أو كليا، وكاين حتى اللي مات بسبب نزيف أو تعفن. الأخطر هو أن بزاف من هاد العمليات كيديرها أشخاص ماشي أطباء: حلاقين، عطّارين،حجاما، أو حتى “طُهّارا” كيورّثو المهنة، بلا أي تكوين طبي.
النتيجة شي مرات كتكون تشوهات فالقضيب، حالات إخصاء غير مقصودة، وصدمات نفسية غادية مع الطفل طول حياتو من جهة أخرى، حتى فالعالم الطبي، كاين اللي كيقولو أن الختان خاصو يتدار غير فظروف معقّمة وتحت إشراف طبيب مختص فالجراحة أو طب الأطفال، وبوسائل تخدير مناسبة. ولكن الواقع فبعض المناطق هو العكس تماما: أدوات بدائية، تعقيم ناقص، وعدم تدخل سريع ملي كيوقع نزيف أو مضاعفات
فالاخير، الموضوع كيرجع بالأساس للحرية الفردية. الإنسان خاصو يبقا حر فداتو، ما يتفرضش عليه قرار بحال هادا فطفولتو وهو ما زال ما واعيش بجسدو ولا بخياراتو. الختانة، فالأصل، راه قرار شخصي خاص يتخذ عن قناعة، ماشي بالوراثة ولا بالعادات. ملي يكبر الواحد ويفهم جسدو ويعرف شنو كيناسب قيمو ومعتقداتو، ساعتها يقدر يقرر بنفسو واش يختن ولا يخلي الأمور على طبيعتها. لأن الجسد، فالأخير، هو المجال اللي خاص يبقى فيه الإنسان حر فيه بلا وصاية شي حد