عمر المزين – كود//
قال محمد بنعبو، مدير المركز الوطني للأمن البشري والتغيرات المناخية، أن الإجهاد المائي يحدث في منطقة ما من كوكب الأرض بسبب نقص في هطول الأمطار وكذلك نقص في تخزين المياه الكافية للتدبير الزراعي وتلبية الحاجيات من الماء الصالح للشرب حيث لم يعد يخفى على أحد تأثير تغير المناخ على ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتوقع بنعبو، في تصريحات لـ”كود”، أن يزيد ذلك من حدة الإجهاد المائي في المناطق المتأثرة بالفعل وفي مقدمتها المغرب الذي أصبح يعاني من موجات جفاف أكثر تواترًا وأطول زمناً من أي وقت مضى.
وسيمتد تأثير ذلك، حسب الخبير في المناخ، إلى الغذاء لا محالة حيث أصبحت تعاني الزراعة من عدم إمكانية التنبؤ بمعدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى تسريع تبخر المياه على مستوى المسطحات المائية والسدود الكبرى.
وأضاف أنه “ينتظر في أفق 2030 على المستوى العالمي أن يتجاوز الطلب على الماء الإنتاج الإجمالي بنسبة 40 بالمائة فسبعين بالمائة من الماء هي موجهة للقطاع الفلاحي والزراعي، بينما على مستوى المملكة المغربية تتجاوز هذه النسبة عتبة 87 في المائة، وهو ما يستدعي التقنين والإرشاد وكذا تحسين أساليب الري والسقي لاقتصاد الماء”.
وقد بدأت، حسب المتحدث لـ”كود”، تظهر بوادر تنبؤات تقارير هيئة الأمم المتحدة، المعهد العالمي للموارد المائية وتقرير البنك الدولي فيما يخص العجز المائي الكبير المسجل على مستوى تدبير هذه المادة الحيوية، بحيث وصل العجز المائي بالمغرب إلى 70 بالمائة خلال السنة الماضية وتأثرت معها مجموعة من القطاعات الحيوية والمنظومات البيئية والتنوع البيولوجي وتراجعت معها نسبة ملئ السدود الموجهة للقطاع الفلاحي إلى 22 بالمائة.
وأضاف: “بفضل التساقطات المطرية الحالية التي تعيش على إيقاعها مجموعة من مناطق المملكة، يرتقب أن تنعش حقينة السدود، حيث بلغت حقينة ملء إجمالية أزيد من 4 مليارات و666 مليون متر مكعب، أي بنسبة تناهز 28 في المائة”.
كما توقع بنعبو أن تتعدى حاجز 30 في المائة على اعتبار أن معظم المناطق الجبلية استقبلت كميات جد مهمة من التساقطات الثلجية وبسمك جد محترم سيزيد من تعبئة الفرشات المائية السطحية منها والجوفية.
وتابع قائلاً: “يبقى حوض “زيز كير غريس” يتصدر قائمة نسبة ملء السدود الموزعة على الأحواض التسعة للبلاد، مسجلا نسبة تفوق 49.50 في المائة، متبوعا بحوض تانسيفت بـ45.60 في المائة، وحوض اللوكوس بـ45.10 في المائة فيما تراجعت الموارد المائية لحوض سبو الى 36.68 في المائة بينما ارتفعت الموارد المائية لحوض ابي رقراق إلى ما يفوق 38 في المائة”.