عمر المزين – كود///

قال المهندس محمد بن عبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، “إذا كانت درجات الحرارة قد سجلت على مستوى العالم أرقاما تاريخية خلال شهر يونيو الماضي، فقد أصبح بالتالي الشهر الأكثر سخونة في العام 2024، بل الشهر الثالث عشر على التوالي الذي يحطم الرقم القياسي من حيث درجات الحرارة المرتفعة”.

وذكر بن عبو أن “مناخ المغرب أصبح يتسم بصيف حار وجاف، كما هو الحال في بلدان البحر الأبيض المتوسط الأخرى، مع تسجيل أن المملكة تشهد بعض التباين الجغرافي في مناخها، بدءا من المناطق الأكثر اعتدالا في الشمال المتأثرة بالبحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى المناطق القاحلة والصحراوية في المقاطعات الجنوبية والجنوبية الشرقية المتأثرة بالصحراء الكبرى والمحيط الأطلسي، حيث حطمت مدينة شفشاون رقمها القياسي لشهر يوليوز، شأنها شأن عدة مدن تعرف بالجو المعتدل في مقدمتها مدينة إفران”.

وأشار المتحدث، في تصريح لـ”كود”، إلى أن متوسط درجة الحرارة السنوية في المغرب ارتفع بمقدار 1.7 درجة مئوية في المتوسط، بينما هناك مدنا أخرى عرفت أكبر زيادة في درجات الحرارة، بأكثر من درجتين مئويتين، خصوصا في مدن مثل وجدة وتازة والرشيدية وبني ملال، مراكش وميدلت هذه الأخيرة التي حطمت رقمها القياسي منذ عام 1945 مسجلة 40.7 درجة مئوية يوم 11 يوليوز الماضي، بينما سجلت مدينة إفران رقما قياسيا هذه السنة بتحطيم عتبة 37.8 درجة مئوية يوم 23 يوليوز 2024.

كما أكد أن “الإسقاطات المناخية المستقبلية تذهب نحو ارتفاع درجة الحرارة مستمر في المغرب والأمر مرهون أكيد بضرورة تخفيف الدول المسؤولة تاريخيا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأشقاؤهما”.

وأضاف: “وفي انتظار تنزيل قرارات ومخرجات اتفاق باريس ومؤتمرات المناخ التي تلته، فقد يعاني المغرب من موجات حرارة أكثر تواترا وشدة، حيث في ظل المستوى المتوسط لتركيز غازات الاحتباس الحراري، من المتوقع أن يصل متوسط الزيادة السنوية إلى 1.8 درجة مئوية مع حلول سنة 2050”.

أما فيما يتعلق بالتساقطات المطرية، يقول الخبير بن عبو لـ”كود”، إن المغرب أصبح أكثر جفافا تدريجيا، خصوصا من سنة 2018 إلى يومنا هذا، الفترة التي شهدت انخفاض معدل هطول الأمطار التراكمي وعلى الأخص على مستوى الحوض المائي لأم الربيع.

ويرى أن “المناخ الجديد للمملكة أصبح يمتاز باستقبال المدن الشمالية متوسط هطول أمطار سنويا بلغ 1200 ملم بينما ستعاني مدن الجنوب الشرقي باستقبالها أقل من 50 ملم في السنة في المتوسط، حيث من المتوقع أن يستمر الانخفاض في متوسط هطول الأمطار السنوي في المغرب، مؤكدا أن “حالات الجفاف ستصبح أكثر تواترا وشدة في المغرب، لاسيما في المناطق الوسطى”.