علي الصافي – كود//

يذكر الجنرال المصري سعد الدين الشاذلي أن الملك الحسن اشتكى له من تهجم الرئيس الليبي على المغرب وشتمه شخصيا.

يقول الشاذلي، الذي زار المغرب في 9 فبراير 1972 لمناقشة مشاركة المغرب ضمن جيوش عربية في الحرب ضد إسرائيل: “انتقل الحسن الثاني إلى موضوع العقيد معمر القذافي. لقد تكلم الملك بمرارة عن موقف القذافي وقال: إن القذافي يخصص ساعة كل يوم في الإذاعة الليبية لكي يهاجم المغرب. إنه يشتمنا ويتهمنا باتهامات باطلة. ماذا يريد القذافي؟ ماذا فعلنا له لكي يهاجمنها هذا الهجوم؟ هل من مصلحة العرب أن نستنفد جهودنا في مهاجمة بعضنا بعضا بدلا من أن نودهها إلى عدونا المشترك؟ إن القذافي صديقكم في مصر، وقد تستطيعون أن تنصحوه لكي يقلع عن هذه التصرفات وأرجو أن تقوم بإبلاغ ذلك إلى الرئيس أنور السادات عسى أن يؤثر على صديقه القذافي لكي يعدل موقفه منا”.

ويضيف الشاذلي سعد الدين الشاذلي، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية ما بين 16 ماي 1971 و13 دجنبر 1973، “في يوم 11 فبراير، غادرت المغرب إلى ليبيا. وكان المصريون يقومون بتشغيل العديد من الأسلحة والمعدات الليبية التي لم يكن في استطاعة ليبيا تدبير الأطقم اللازمة لتشغيلها… كان الهدف من زيارتي إلى ليبيا هو إطلاع الرئيس القذافي على نتيجة رحلتي إلى الجزائر والمغرب… اجتمعنا (مع القذافي وأقرب معاونيه) مساء ذلك اليوم. أخطرت المجلس بنتيجة لقائي بكل من الرئيس هواري بومدين والملك الحسن، ولكني لم أخطرهم بشكوى الملك من هجوم القذافي على النظام الملكي في المغرب. وبعد أن أنهيت، علق القذافي قائلا بأنه لا يعتقد أن الملك سيبعث بقواته إلى الجبهة كما وعد، ولكن قلت له إنني أعتقد أنه سيبعث بها. تدخل القذافي قائلا: ما الذي يجعلك تقول هذا؟. فأجبت أنني أتعامل مع الرجال منذ أكثر من ثلاثين عاما، وأعتقد أن لدي الخبر الكافية لكي أعرف من يعني ما يقول ومن لا يعني ما يقول. أدار القذافي وجهه إلى أعضاء المجلس وقال: إذا فعل الحسن ذلك، فإن ذلك يعني أنه يخشى على نفسه من جيشه، وأنه لذلك يريد أن يرسلهم خارج البلد، لكي يتخلص منهم ويتفادى تهديدهم لعرشه”.