مصطفى الحسناوي كاتب وباحث في قضايا التطرف وصحافي ومعتقل سياسي سابق ولاجىء سياسي يعيش في السويد////

فتدوينة نشرها قبل ايام كشف مصطفى الحسناوي على قصة بطلها السلفي المتطرف حسن الكتاني. التدوينة اسمها اعترافات. تعيد “كود” نشرها بعد اذن الكاتب. فيها ما كتبش اسم الكتاني ولكن سولاتو “كود” وخدينا لوطوريزاسيون نجبدو الاسم المعني ونعاودو نشرو التدوينة كاملة:

اعترافات (1)

سأعترف لأول مرة، أن واحدا من الأسباب المهمة والقوية، التي جعلتني أكون شديد النقد للإسلاميين بشكل عام، وللشيوخ بشكل خاص، متتبعا لزلاتهم، ناشرا لأخطائهم، لاذعا في انتقادي لهم… بالإضافة لمساهمتهم في نشر الفوضى والخراب في كل البلدان، كانت قضية أخي وبناته. قضية أخي وبناته، كانت من الأسباب القوية، التي أشعلت شرارة النقد، للشيوخ، ثم للإسلاميين، ثم للتراث الإسلامي، ثم تدحرجت كرة الثلج إلى أن وصلت لنقد الإسلام نفسه. أصبحت ناقما ثائرا على الخطاب الديني، مزدريا محتقرا لأصحابه، خاصة منهم الذين يورطون به أبناء الشعب، ثم يتفرجون على الخراب والآلام والمآسي التي صنعوها، دون أن يتصفوا بالمروءة والأخلاق والرجولة، ويتحملوا مسؤولية ما اقترفت أيديهم، ويحلوا المشاكل التي تسببوا بها.

عندما وقع أخي أسيرا لدى جبهة النصرة الإرهابية، أو الأحرى مختطفا ومخفيا اختفاء قسريا، وكان قاب قوسين أو أدنى من الإعدام، تواصلت مع أحد الشيوخ في المغرب، معروف بعلاقاته مع هذه الجماعات الإجرامية. ورجوته أن يتدخل لينقذ أخي وزوجته وبناته، وهم هناك في الغربة، تقطعت بهم الحبال، يواجهون مصيرهم في غابة ليس فيها إلا الذئاب المسعورة.

وعوض أن ينحاز هذا الشيخ المغربي، لابن جلدته وابن وطنه، (في الحقيقة الأمر متوقع، لأن هؤلاء الشيوخ لايعرفون شيئا اسمه الوطن، لأن الأخوة في العقيدة وفي الطائفة وفي المذهب وفي المنهج.. مقدمة على كل شيء). عوض أن ينحاز لمواطنه، أو الأحرى عوض ان ينحاز للحق ويدافع عنه، اختار أن يلعب معنا دور السمسار. فكان يقول لي أخوك متورط بشكل كبير. أخوك متهم بالعمالة والتجسس للمخابرات المغربية. أخوك قضيته صعبة جدا، ولا أظنه سينجو. لقد أخبرني الإخوة بلائحة اتهامات ضده. كنت أقول له أطلب منهم الدليل على اتهاماتهم، لكنه كان يفضل أن ينقل لي اتهاماتهم، عوض أن ينقل لهم أسئلتي. ولا أزال أحتفظ بمحادثاتي معه على تيليجرام، وأعتقد أن الوقت قد حان لأنشرها وأفضح وسيط الإرهابيين هذا وسمسارهم. في النهاية تبين أن الجماعة كانت تريد فدية مالية فقط، وأن كل اتهاماتها كانت من أجل بث الرعب فينا. وعندما دفعنا المال، وواجهت الشيخ السمسار، بحقيقة إخوانه في المنهج والتوحيد والجهاد، بلع لسانه، وقال لي بالحرف، أنا لا دخل لي، كنت أبلغك بما يقولون لي فقط. لكن هذا السمسار، رغم هذه الفضيحة، استمرت علاقته مع اولئك الإرهابيين، وإلى الآن يعتبر ممثلهم في المغرب وأحد شيوخهم.

فكيف لا أنقم ولا أحقد، على هذه الفيروسات التي تنخر أمننا واستقرارنا وتهددهما؟! وكيف لا آخذ موقفا معارضا، لخطابهم وتراثهم الديني، الذي يتزودون منه، لنشر التطرف والإرهاب والخراب، أينما حلوا. وكيف أحترم من لايتحمل مسؤولية تحريضه وشحنه للشباب، فيتكتفي بوضعية المتفرج، بعد أن يسقط ضحاياه في الفخ؟؟! الصورة لاعلاقة لها بهذا الشيخ السمسار، وإنما هي لشيخ آخر أردني، في مناسبة جمعتني به في دولة ما، سأتطرق لها في اعتراف آخر.