كود الرباط//
كتعرف مدينة مراكش حراكاً غير مسبوق استعداداً للمسيرة الوطنية التي دعت إليها فعاليات الحركة الأمازيغية تحت شعار مزدوج: “الأمل والعدالة” و “تافسوت ن إمازيغن، وقفة لمساءلة الإرادة السياسية للدولة حول الاعتراف الملغوم بالأمازيغية في ظل التشريع للتهجير، نزع الأراضي، وتقنين سلب الحرية، وشجب المقاربة الأمنية في التعامل مع ضحايا الكوارث الطبيعية.” والمقرر تنظيمها يوم الأحد 20 أبريل 2025. وتأتي هذه المبادرة في سياق تضامني مع المناطق التي لا تزال تعاني من تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وما تلاه من تقلبات مناخية وظروف جوية قاسية زادت من معاناة السكان.
وأكدت مصادر من داخل اللجنة المنظمة أن هذه المسيرة ستعرف مشاركة واسعة وغير مسبوقة في تاريخ الحركة الأمازيغية، حيث من المتوقع أن تشارك فيها أكثر من ستين إطاراً تنظيمياً متنوعاً يضم جمعيات، منظمات، وتنسيقيات مدنية ولجان مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، من المنتظر أن تشهد المسيرة حضوراً قوياً للإطار الطلابي المستقل” الحركة الثقافية الأمازيغية” من ثلاث جامعات مغربية، إلى جانب وفود من خارج المغرب، وفعاليات حقوقية ونقابية، ومناضلين من مختلف ربوع المملكة.
ويأتي هذا الحشد الكبير، بحسب المنظمين، كرد فعل على “المعاناة المستمرة للأمازيغ جراء التهميش والانتهاكات الحقوقية” التي تطال مختلف مناحي حياتهم، مؤكدين على “ضرورة استئناف النضال من أجل الحقوق المشروعة”. كما يضيف الشعار المركزي للمسيرة بعداً آخر يتمثل في مساءلة الإرادة السياسية للدولة بشأن قضايا جوهرية تتعلق بالاعتراف بالأمازيغية، وقوانين التهجير ونزع الأراضي، وتقنين سلب الحرية، فضلاً عن التنديد بالمقاربة الأمنية في التعامل مع ضحايا الكوارث الطبيعية.
وشدد البلاغ الصادر عن الفعاليات الداعية إلى المسيرة على أن “التجاوزات المستمرة من الدولة في مجالات التعليم والصحة والإدارة، بالإضافة إلى التلاعب بالأراضي وتدهور البنية التحتية في المناطق الجبلية”، كانت الدافع الرئيسي وراء هذا التحرك الوطني. وقد أفضت نقاشات مستفيضة ومسؤولة بين مختلف الفعاليات والأطر إلى “ضرورة العودة إلى الشارع” عبر تنظيم هذه المسيرة التي تحمل اسم “تافسوت إيمازيغن” (ربيع الأمازيغ) في مراكش.
ومع اقتراب موعد المسيرة، التي لم يتبق عليها سوى يومين، تتصاعد التعبئة والحشود في صفوف الحركة الأمازيغية، وسط ترقب واسع لما ستسفر عنه هذه المحطة النضالية الهامة في تاريخ الحركة.