الوالي الزاز -كود- العيون///
[email protected]

تختتم اليوم الثلاثاء أشغال مناقشات الدورة الثامنة والسبعون للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، تلك التي إنعقدت في الفترةمن 18 إلى 26 شتتبر 2023، وقدم فيها رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية دول العالم جملة من المداخلات التي حول مواقفها من قضايا السلم والأمن بالعالم، ومسائل أخرى مرتبطة بالجانب الهيكلي والتنظيمي لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وملفات أخرى ذات طابع إقتصادي وإجتماعي وسياسي.

وقدمت 177 دولة عضوة بالجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة مداخلاتها طيلة الفترة الماضية، فإنتظار عشر دول ستقدم مداخلاتها اليوم الثلاثاء، في حين تتبقى 6 دول من بينها المملكة المغربية لم تقدم مداخلاتها في الجمعية العامة ويتعلق الأمر بجزر المالديف وكوريا الشمالية والبنين وسان مارينو وكندا وڤانواتو.

ولم تشارك المملكة المغربية في أشغال الدورة الـ 78 للجمعية العامة، إذ يرجح ان السبب الرئيسي يعود لإنشغالات المغرب فيما يخص فاجعة الزلزال الذي ضرب مناطق متفرقة من البلاد، وإنغماس الملك محمد السادس والحكومة في تدبير الأزمة والتخفيف من تداعياتها التي شملت مختلف مناحي الحياة الإقتصادية والإجتماعية.

وعلى الرغم من غياب المملكة المغربية عن أشغال الجمعية العامة، إلا أن حضوره كان واضحا من خلال مداخلات الدول المشاركة التي أعربت عن تضامنها ومؤازرتها للمملكة في الفاجعة، معربة عن إستعدادها لتقديم الدعم الإنساني اللازم والمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، مع الإشادة بجهودها المبذولة لتجاوز المرحلة الصعبة.

ومن جانب آخر، وفيما يخص شق القضية الوطنية لم تسجل المملكة أية مواقف معادية غير تلك المعروفة سلفا كموقف الجزائر وكوبا وفنزويلا وناميبيا وجنوب أفريقيا وبوليفيا ونيكاراغوا وبعض الدول الأخرى، وهي المواقف التي تعبر عن رأي أقلية مرتبطة بمصالح سواء إقتصادية أو سياسية مع جنوب أفريقيا أو الجزائر.

وفي السياق ذاته، سجلت المملكة المغربية خلال أشغال الدورة رسائل إيجابية غير مباشرة من بعض الدول المترنحة في مواقفها على غرار تونس التي حافظت على مسافة مع المغرب من خلال التغاضي عن الإتيان على ذكر الملف أو تعلان موقفها بخصوصه، خاصة وأن علاقاتها مع الرباط سبق ووصلت مرحلة التراشق بالبيانات بين وزارتي خارجية البلدين بعد إستقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو سابقا، بالإضافة لتغاضي روسيا عن النزاع أو إستحضاره، وإعتماد موريتانيا لموقف “الحياد الإيجابي”، فضلا عن تذكير رئيس الحكومة الإسبانية بالنيابة، بيدرو سانشيث، بموقف مدريد الداعم لجهود الأمم المتحدة، وهو الموقف المتوقع نتيجة لإستعداده لخوض إمتحان تشكيل الحكومة وتوجسه من خسارة إئتلاف “سومار”، وهو الموقف الذي يتفهمه المغرب.