محمود الركيبي -كود- العيون //

فخطوة بغات تصيفط منها رسائل سياسية خفية، نظمات الجزائر فعالية حول الثقافة الحسانية، ودارت ليها عنوان “الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية 2025″، وذلك بمشاركة موريتانيا وجبهة البوليساريو، فيما يُنظر إليه كمحاولة لاستثمار البُعد الثقافي لبناء تقارب مع نواكشوط في ملف نزاع الصحراء.

وشهدات الندوة الدولية المنظمة فقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، تحت شعار “الحسانية تجمعنا”، مداخلات تناولت الحسانية كهوية جامعة بين شعوب المنطقة، وذلك بمشاركة ممثلين من الجزائر، موريتانيا، والبوليساريو.

ويرى مراقبون أن الجزائر تسعى من خلال هذا النشاط الثقافي إلى تحقيق اختراق ناعم في الموقف الموريتاني، بعد التقارب اللافت بين نواكشوط والرباط خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا في ظل تعثر مساعيها الدبلوماسية على المستوى الإفريقي والدولي لدعم أطروحة البوليساريو.

ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الموريتانية زخما غير مسبوق، ترجمته اتفاقيات استراتيجية في مجالات عدة، فضلا عن انخراط البلدين في تنفيذ مشاريع استراتيجية هامة، ما جعل من الرباط شريكا موثوقا ومفضلا لنواكشوط في عدد من الملفات الحيوية، في المقابل، تجد الجزائر نفسها أمام واقع إقليمي متغير، تواجه فيه تراجعا تدريجيا في قدرتها على التأثير في المواقف الرسمية الموريتانية، التي باتت تميل أكثر إلى تبني مواقف متوازنة تنحو في اتجاه دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي واقعي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي.