محمود الركيبي -كود- العيون //
يقوم وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية الجزائري، لخضر رخروخ، بزيارة إلى موريتانيا، حيث ترأس ونظيرو الموريتاني، اعل ولد الفيرك، أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية الموريتانية لمتابعة تنفيذ مشروع طريق تندوف الزويرات، كما استقبل من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقال الوزير الجزائري، في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس الموريتاني إنه “اطلع ولد الغزواني، على نسبة تقدم أشغال مشروع طريق الزويرات تندوف، الذي يعول عليه الشعبان مع المشاريع المصاحبة له في تعزيز التواصل والتبادل التجاري ودعم العلاقة بين البلدين”، وفق تعبيره، مضيفا بأن الطريق “سيشكل همزة وصل بين البلدين وسيرفع من مستوى الشراكة والتبادل التجاري والاجتماعي بين الجزائر وموريتانيا”.
وكتسعى الجزائر منذ سنوات لتعزيز حضورها في موريتانيا عبر مشروع الطريق الرابط بين تندوف والزويرات، الذي روجت له كجسر اقتصادي يهدف إلى تقوية العلاقات التجارية بين البلدين، حيث تحاول توظيف ورقة البنية التحتية والتعاون الاقتصادي لمنافسة المغرب في موريتانيا، لكنها تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الافتقار إلى مصداقية حقيقية في التزاماتها الاقتصادية، خاصة أن العديد من وعودها الاستثمارية السابقة في إفريقيا لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
ورغم أن نواكشوط تحافظ على سياسة متوازنة بين المغرب والجزائر وتحافظ على حيادها فيما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء، فإن النظام الجزائري يسعى جاهدا لاستمالة موريتانيا عبر مشاريع اقتصادية بهدف منافسة المغرب، لكن دون أن يحقق اختراقا حقيقيا في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع المغرب بموريتانيا على مختلف الأصعدة.
وعلى عكس الجزائر، يتمتع المغرب بعلاقات تاريخية وطيدة مع نواكشوط، عززتها اتفاقيات اقتصادية وتجارية ناجحة، مثل حركة العبور الدؤوبة عبر المعبر الحدودي الكركرات الرابط بين البلدين، والذي يمثل شريانا تجاريا مهما بينهما، كما أن المشاريع المغربية في موريتانيا، في مجالات عدة وحيوية، تعكس رؤية تنموية حقيقية قائمة على المصالح المشتركة، بعيدا عن أي توظيف سياسي.