محمود الركيبي -كود- العيون //
بعد الهجوم الصاروخي اللي شناتو إيران ضد قاعدة العيديد الأمريكية بقطر، وجدات الجزائر راسها قدام موقف دبلوماسي ماكاينش لي حاسدها عليه، فرغم صدور بيانات إدانة واستنكار من أغلب العواصم العربية لهذا الهجوم الذي استهدف سيادة دولة عربية، اختارت الجزائر أن تتبنى صيغة مبهمة في بيان وزارة خارجيتها، دون تسمية المعتدي صراحة أو تحميله أي مسؤولية.
بيان الخارجية الجزائرية أعرب عن “شديد الانشغال وبالغ القلق” إزاء “الانتهاكات لسيادة دولة قطر”، وأدان هذه “الانتهاكات الصارخة”، لكنه توقف عند هذا الحد، متجنبا الإشارة إلى إيران، رغم تبني طهران الرسمي لهذا الهجوم.
وفمقابل ذلك، وفمحاولة للتغطية على الإحراج الذي وقعت فيه الجزائر في التوفيق بين دعم الحليف الإيراني، من جهة، وإدانة سلوكه إزاء دولة عربية شقيقة، وجه بيان الخارجية الجزائرية سهام إدانته إلى الاحتلال الإسرائيلي، داعيا إلى تعبئة الجهود من أجل تفويت الفرصة على ما أسماه “المخططات الإجرامية الهدامة التي تحاك ضد دول وشعوب المنطقة”.
ويسلط هذا الموقف المرتبك الضوء مجددا على التناقضات المتزايدة في السياسة الخارجية الجزائرية، حيث تواصل الجزائر انتهاج سياسة الموازنة الهشة بين خطاب التضامن العربي، وخياراتها الجيوسياسية التي تضعها في صلب محاور مناوئة لهذا الإجماع، وهو ما يُضعف من مصداقية مواقفها وفاعليتها الإقليمية.