محمود الركيبي -كود- العيون //

فخطوة تتزامن مع الاستعداد لإجراء الانتخابات الخاصة بتجديد هياكل الاتحاد الإفريقي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن قراره بتقديم مساهمة طوعية بمليون دولار لدعم الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء.

هذا القرار يأتي قبيل انتخاب نائب جديد لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تسعى الجزائر للظفر بهذا المنصب، عبر مرشحتها سلمى حدادي، وذلك في مواجهة منافسة قوية من المغرب ومصر.

وتسعى الجزائر للتغلغل في مناصب أجهزة الاتحاد الإفريقي وتعزيز حضورها داخل المنظمة الافريقية، بعد أن فقدت الكثير من هذا الحضور، خاصة منذ الإطاحة بالمفوض السابق للسلم والأمن الإفريقي الجزائري إسماعيل شرقي، بعد أن ظلت الديبلوماسية الجزائرية تسخره للإضرار بمصالح المغرب والمساس بوحدته الترابية وسيادته على أقاليمه الجنوبية.

وتحاول الجزائر من خلال هذا الدعم المالي إلى تحسين صورتها السياسية في القارة الإفريقية وتمرير مواقفها بشأن نزاع الصحراء، ففي ظل تراجع الدعم الإفريقي لأطروحة البوليساريو، تسعى الجزائر إلى بعث دور جديد للاتحاد الإفريقي في النزاع، وهو ما يتنافى مع قرارات المنظمة القارية المشددة على أن الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخولة بمتابعة جهود البحث عن حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي.

وتبدو هذه الخطوة التي تسعى الجزائر من خلالها إلى التأثير على مواقف الدول الإفريقية، غير ذات جدوى، في وقت باتت فيه العديد من الدول الإفريقية تراجع مواقفها تجاه قضية الصحراء، حيث شهدت السنوات الأخيرة تزايد القنصليات الإفريقية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ما يعكس اعترافا واضحا بالسيادة المغربية على الصحراء، فضلا عن دعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل سلمي لهذا النزاع.