رابط الجزء الثاني
كود : يونس أفطيط//
انتهيت من نشر التحقيق، والخلاصة التي خرجت بها أن لا أحد سيتحرك لمحاربة الفساد، جمعيات حماية المستهلك ، المنظمات الحقوقية ، البرلمان ، المجتمع المدني ، لا أحد تحرك ليطالب بلجنة تقصي الحقائق فيما قيل عن تبذير مئات الملايير، وإكتشفت متأخرا أن أولئك الذين يدعون النضال من أجل الشعب إنما يختزلون الشعب في أنفسهم ومصالحهم.
في دولة أخرى سيكون ناتج التحقيق أمران لا ثالث لهما، إما أن أحال على المحاكمة لكوني كاذب وكل المعلومات التي نشرتها كاذبة، أو ستتم محاكمة عشرات المسؤولين لتورطهم في تبذير مئات الملايير من أموال الشعب.
إنتهى نشر التحقيق على كود، ولم يصل تحقيق مضايف إلى من يسربون المعلومات لي وبدأت الاوضاع تعود لهدوءها السابق في الصندوق وباقي شركاته وصناديقه وكأن شيئا لم يقع، لكن المصادر تحدثت عن أحد الامور المهمة التي توضح أن التلاعبات بدأت تنكشف رويدا رويدا، حيث قال لي أحد مصادري أن هناك توجه لفسخ العقد المتعلقة بالشركات الاجنبية التي كلفت بتسيير الوحدات الفندقية المملوكة لصندوق الايداع والتدبير، وبمعنى أوضح فرؤوس الفساد شرعوا في تنظيف محيطهم حتى لا يبقى عليهم شيئا فيما بعد.
رغم أن هذا التحرك كان غير ذي أهمية لكنه بالنسبة لي مؤشر واضح على الاستمرار في النبش والبحث، ومرت أشهر دون وجود تسريبات مهمة غير أخبار عادية عن خروقات لم ترقى لمستوى خروقات التحقيق، ثم توصلت بالمكالمة الهاتفية التي كانت بمثابة الخطوة الاولى التي ستفجر الاوضاع بشكل كبير داخل صندوق الايداع والتدبير، قال لي المصدر ” اهلا، انتظر وثائق في القادم من الايام ستكشف عن فضيحة كبيرة جدا”، بشغف استفسرته عن نوعية واهمية هذه الوثائق فلمح لي بأنها تتعلق بأحد المسؤولين بفندق جنان فاس الذي يتقاضى راتبين سمينين أحدهما يتجاوز اربعة ملايين سنتيم والثاني ازيد من خمسة ملايين والكارثة أن الراتبين يتقاضاهما الموظف المذكور من أجل نفس العمل.
الفضيحة أي نعم كبيرة لكني لم أعتقد بتاتا أنها ستتجاوز طرد الموظف إلى أبعد من ذلك بكثير، لم أعتقد أن عبد اللطيف زغنون سيثور في وجه كبار المسؤولين مباشرة بعد اطلاعه على الوثائق المنشورة في كود وسيقول لهم “كيف يكون لدي موظف يتقاضى اجرا يتجاوز اربعة ملايين، وفوق هذا المبلغ الضخم لديه راتب ثاني وانا لا علم لي بهذا”، هكذا ستبدء الاوضاع بالانفجار، لكن الاستقالات المتتالية سيكون لها سبب متصل بكل هذا سنتناوله في الجزء الرابع من هذه السلسلة.