فاطنة لويزة – كود//
للأسف النقاش لي فتحو التوفيق مع بنكيران، وهو في الحقيقة ماشي غير مع بنكيران، بل مع النخب السياسية والدينية والفكرية، فهاد البلاد السعيدة، وحتى مع المغربي العادي.
للأسف هاد النقاش، حرفوه بزاف ديال الناس على المسار ديالو، سوا من جهة المدافعين على بنكيران، أو من جهة لي باغيين فيه الخدمة، ولي حتا هما بغاو ياكلو الثومة بفم وزير الأوقاف.
هاد زوج الأطراف هبطوا لنيفو ديال النقاش لتحت، بلغة “عطاه العصير في كاس كبير”، “حيد ليه السروال”، “فرعو”
مع العلم كلام التوفيق كان متزن وحكيم، وحتى جواب بنكيران كان مؤدب ومحترم.
بنكيران في الكتبة كيبان ماشي هو بنكيران في المهرجانات الخطابية.
الجميل فهاد الشي، هو أن رجل محسوب على السلطة أو المخزن المحافظ، ومسؤول على قطاع عندو حساسية، وكيتطلب من الواحد أنه يدورها فراسو مزيان، قبل ما يقول أي جملة، هو لي بادر إلى فتح نقاش عمومي في موضوع حساس، في الوقت لي النخب اليسارية والليبيرالية ولات كتخاف تقترب من هاد الموضوع.
وهادشي كيفكرنا في وزير الأوقاف السابق ملي كتب كتاب “الحكومة الملتحية”، واكتشفنا بلي السيد ماكانش فقط تقنقراطي يدبر حسابات الأوقاف بحال ما كان شحال من واحد كيقول، بل مثقف عندو رؤية، واخا نختلفو معها.
التوفيق بدوره جاي من الجامعة، أي أنه أكاديمي بالدرجة الأولى، ولكنه في نفس الوقت أديب، والروايات ديالو فيها ديما مزاوجة بين التاريخ، وتمغربيت، والعوالم الروحانية، ولكن فيها نزوع تحرري كذلك، ويمكن الرجوع لرواية “غريبة الحسين”، باش نفهمو رهانات التوفيق الفكرية والروحية والفلسفية.
التوفيق واحد من الناس لي معندوش عقدة الانفتاح على العالم، والغرب تحديدا، لأنه الأقوى حاليا، وفي نفس الوقت هو مكيتبناش لا رؤية أننا خاصنا منقلدوهومش، ولا رؤية أننا ناخدو لي بغينا ونخليو لي بغينا، حيت هاد خيلوطة ثبت التاريخ أنها غير ممكنة، ولا رؤية أننا نقلدهوم في كلشي.
التوفيق كيتبنى حاجة أخرى، لي منتبهوش ليها لي خدتو النقاش ديالو مع بنكيران بحال شي بيف فالراب.
وهو: أنه الحضارة لي كاينة دابا في العالم، سوا في التنظيم ديال الدول، ولا في القوانين، ولا في التكنولوجيا، ولا في الحريات الفردية والجماعية، هي واقع ما منو هروب، بغيتي ولا مبغيتيش، وإذا السؤال عند التوفيق هو : شنو الإضافة لي ممكن نقدموها حنا؟
التوفيق كيعتبر أن ما عندنا ما نبدلو فهادشي لي كاين، وأصلا هادشي لي كاين براسو كيتبدل بتوالي السنوات، ولذلك خاص التفكير ماشي فآش غنبدلو، ولكن فآش غنضيقو.
والإضافة عند التوفيق هي : الأخلاق، الرجل صوفي، وكيشوف بلي الصوفية المغربية يمكن تقلل من النزعة الاستهلاكية المادية لي سائدة في العالم.
وكأن التوفيق كيقول، بلي القوانين خاص تشوف شنو لي فمصلحة البلاد والعباد، ماشي واش إسلامية ولا ماشي إسلامية، حيت إذا بغينا نشوفو واش مطابقة للدين، غنلقاو كل شيخ كيلغي بلغاه، وغتلقى كل قانون فيه ألف فتوى.
ودور المؤسسات الدينية، هو ضمان الأمن الروحي ونشر الأخلاق، حيت القانون يمكن يعاقب مرتكب الجرائم، ولكن القانون غير كاف لردع الناس قبل ما تطيح الفاس في الراس.
هادشي عندو أصل عند علماء الغرب الإسلامي، وهو مفهوم المصلحة، والفقهاء كان كيقولو : حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله.
العروي الله يذكرو بخير، في السنوات الأخيرة، قال بلي المجتمع لا يقوده الدين بالضرورة، بل المصلحة، وأنه إذا لقا ما يتعارض مع مصلحته، كيمشي معها، بدون التفكير في الموقف الديني، وأنه إذا كان شوية متدين، غيقلب على شي تخريجة من داخل الدين، أي أنه عندو الموقف مسبقا، غير كيقلب على شرعية دينية ليه.
وهادشي ممكن نلقاو ليه أمثلة، مثلا من تعامل المغاربة مع الأبناك، فالثمانينات ومع انتشار الكاسيطات ديال الشيخ كشك وما جاوره، ولاو بزاف دالمغاربة كيقولو خاصنا أبناك إسلامية، والتعامل مع الأبناك الحالية هو ربا، وأننا كنتعاملو معها مضطرين، ودنوبنا على رقبة الدولة.
فاش سمحت الدولة بالأبناك الإسلامية، ها حنا كنشوفو أن قليل لي مشاو ليها، مقارنة بالأبناك العادية، ماشي لأن المعاربة مبقاوش مسلمين، حاشا، ولكن فاش كيقارنو خدمات الأبناك العادية مع التشاركية، وخصوصا على مستوى الكريديات والتمويل، كيلقاو بلي مصلحتوم مع العادية.
والدولة كذلك خاص تفكر بالمصلحة، فمثلا واش الدولة إذا حبست البيع القانوني ديال الشراب، وسدات البيران، الناس حتحبس الشراب؟
لا، طبعا، فقط غينتعش التهريب اللاقانوني، وصناعة الماحيا.
وهادشي فيه ضرر لا على الاقتصاد الوطني، ولا على صحة المواطنين.
التوازن، هو المؤسسات الدسنية كتقوم بخدمتها في محاولة محاربة الإدمان على الشراب، والسلطة كتحارب السكر العلني، حيت فيه إزعاج للناس وتقديم قدوة سيئة للقاصرين، وكتمنع القيادة في حالة سكر، حيت غتسبب الكصايد، ولكن في الفضاءات الخاصة، سوا الدار أو البار، دبر لمخك.
الجابري براسو، واخا عندو اختلافات مع العروي، ومع التوفيق، حيت التوفيق أقرب لمدرسة طه عبد الرحمان لي كتغلب الروحي على المادي، إلا أنه براسو كيقول بلي العلمانية راها كاينة، وواقع، وبلي المشكل عند الناس غير في المصطلح، عندوم حساسية منو، حيت كاينين لي دخلو ليه فراسو بلي العلمانية هي محاربة الدين، والحقيقة ان العلمانية هي حياد الدولة في الأمور الدينية الخاصة بالأفراد: فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.
ولذلك الجابري كيقول عوض نسميوها علمانية نسميوها عقلانية ومريضنا ما عندو باس.
الخلاصة: أن التوفيق رجع لينا لأيام النقاشات الكبيرة، أيام الجابري والعروي والخطيبي وجسوس والحبابي،، ولكن النخبة التكيكتوكية الفيسبوكية قزمات النقاش للغة: عطا لمو.