رفعت حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية المتطرفة من شدة هجومها على الديمقراطيين المغاربة بمناسبة ما تعتبره سعيا للتراجع عن دسترة الإسلام دينا للدولة خلال المراجعة الدستورية الجارية.
المكتب التنفيذي لهذه المنظمة، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، اتهم الجمعيات الحقوقية بـ"تبني أطروحات شاذة من شأنها فتح المجال للمخططات الإنجيلية المتطرفة التي تستهدف الوحدة المذهبية للمغرب والمغاربة".
وهو ما يعتبر اتهاما خطيرا للجمعيات الحقوقية بمعاداة الإسلام وفتح المجال لنشر أديان أخرى يوجب "التكفير" حسب التأويلات المتطرفة للدين الإسلامي الحنيف. بيان المكتب التنفيذي للحركة حذر من أي محاولة لمراجعة مبدأ "إسلامية الدولة" في الدستور الحالي معتبرا أنه "من الثوابت التي أجمع عليها المغاربة عبر التاريخ".
ويحذر الإسلاميون، الذين خاضوا حروبا ضروسا ضد حقوق المرأة والحريات الفردية والموسيقى والسينما وبعض الصحف، من "الوقوع في فخاخ دعاوى مغرضة لبعض الجمعيات ذات التوجهات العلمانية التي عرفت بدفاعها عن حركات الشذوذ الجنسي والإفطار العلني تحت مسمى الحرية الدينية وتحذر من مخاطر تبني مثل هذه الأطروحات الشاذة التي من شأنها فتح المجال للمخططات الإنجيلية المتطرفة التي تستهدف الوحدة المذهبية للمغرب والمغاربة".
رغم أنهم يؤكدون في نفس الفقرة على أن "المغرب ظل على الدوام بلدا للتسامح الديني وحرية ممارسة الشعائر الدينية"، دون أن يفسر البيان كيف يمكن أن يكون المغرب بلدا لحرية ممارسة الشعائر الدينية ويطالبوا في نفس الوقت بحرمان المغاربة من دسترة هذا الحق. ومعلوم أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية بيت الحكمة وعددا من النشطاء الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين أدانوا بشدة محاولة مواطنين قتل مواطن اتهم "بإقامة عرس للشواذ" بتحريض من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية بمدينة القصر الكبير سنة 2007، مؤكدين على ضمان حق الضحية في ممارسة حياته الخاصة مصداقا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون أن يصدر عن أي منظمة حقوقية مغربية ما يفيد الاتهامات الواردة في بيان حركة التوحيد والإصلاح. كما انتقد البيان بشدة ترسيم الأمازيغية في الدستورداعيا إلى "تعزيز مكانة اللغة العربية والتنصيص على الضمانات الدستورية والقانونية لإعطاء مضمون عملي لرسمية اللغة العربية"، ومنبها إلى "مخاطر بعض الدعوات التي تسعى إلى تعويم هذا المطلب الجوهري ضمن حديث عن هيئة للغات واللهجات".