محمود الركيبي -كود- العيون //

تافق كل من المغرب وموريتانيا على تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية لتعزيز التعاون بينهما في مجالات الطاقة، الاتصالات، والبنية التحتية،حيث كشفت مصادر رفيعة المستوى أن الحكومة الموريتانية أعطت الضوء الأخضر للمملكة لبدء العمل على الربط الكهربائي بين البلدين، إلى جانب تعزيز شبكات الإنترنت والهاتف التي تديرها مجموعة “اتصالات المغرب” في كلا البلدين.

هاد التطور جا فسياق العلاقات المتنامية بين الرباط ونواكشوط، التي شهدت تقدما ملموسا عقب اللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة الدار البيضاء، خلال زيارة الغزواني الأخيرة للمغرب، وهي الأولى له منذ توليه الرئاسة قبل أكثر من خمس سنوات.

وأفادت المصادر أن هناك مشاورات متواصلة بشأن مشاريع استراتيجية أخرى تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين، من بينها ربط الموانئ البرية وشبكات الطرق لتحفيز التجارة الإقليمية والدولية، وتسعى هذه المشاريع إلى استغلال الموقع الجغرافي لموريتانيا والمغرب لتعزيز نقل البضائع بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.

وأشارت المصادر إلى أن الدراسات الفنية والتشريعية المتعلقة بمذكرة تفاهم حول هذه المشاريع قيد الاستكمال، ومن المتوقع توقيع الاتفاقيات من قبل وزيري الطاقة في البلدين قبل نهاية الأسبوع الجاري، مما يمثل خطوة محورية نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي في المنطقة.

وفهاد السياق، تراقب الجزائر عن كثب التقارب المغربي الموريتاني الذي يمكن أن يغير موازين القوى في المنطقة، حيث سيعزز من موقع المغرب، ومن المرتقب أن يثير التقارب قلق الجزائر، التي تعيش علاقاتها مع نواكشوط على وقع أزمة ديبلوماسية صامتة، حيث ترى في هذه الخطوات تهديدا لمصالحها الإقليمية، ولا تخفي الجزائر والبوليساريو استياءهما من تصريحات ومواقف موريتانيا التي تقترب بشكل متزايد من الرباط، والتي قد تشير إلى تحول تدريجي في السياسات الموريتانية، والخروج من مواقف الحياد الذي تتبناه منذ عقود، إلى الانخراط بشكل كامل في دعم الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية.