عمر المزين – كود//
قال محمد بنعبو مدير المركز الوطني للأمن البشري والتغيرات المناخية، الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار: “معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر”، يتزامن مع إصدار أحدث تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الذي يؤكد على أن درجة الحرارة ارتفعت بمقدار 1.55 درجة مئوية عن الفترة 1850-1900، بينما لم يكون الكوكب ساخنا في السابق كما هو الحال في عام 2024، ولكن لا يزال من الممكن تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
ويرى الخبير في المناخ قائلاً: “هي إذن حالة حرجة ولكن ليست بالميؤوس منها، لم يكن كوكب الأرض حارا بالمرة كما كان عام 2024، ولكن على الرغم من ذلك فلا يزال من الممكن تحقيق الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس، وهي الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة”.
وأضاف المتحدث، في تصريحات لـ”كود”، قائلاً: “أرقام قياسية لدرجات الحرارة في عام 2024 تم تحطيمها: 2024 هي سنة قياسية بامتياز فعلى مدى 175 عاما من القياسات، لم تكن درجة حرارة الأرض أبدا بهذا القدر من الحرارة كما هي في عام 2024: حيث تجاوزت درجة الحرارة العالمية درجة الحرارة في الفترة المرجعية (1850-1900) بمقدار 1.55 درجة مئوية، بهامش خطأ يبلغ 0.13 درجة مئوية”.
ويرى أن “عتبة الـ1.5 درجة مئوية تم تجاوزها للمرة الأولى خلال عام تقويمي، ونتيجة لهذا الاحتباس الحراري، أظهرت مؤشرات أخرى تطورات مثيرة للقلق في العام الماضي: إذ استمرت درجات حرارة المحيطات ومستوياتها في الارتفاع، وتكثفت حموضتها، مما يهدد النظم البيئية البحرية، واستمرت الأنهار الجليدية والحزم الجليدية في الذوبان بسرعة”.
وتجاوزت درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية، حسب الخبير في المناخ لـ”كود”، الذي أوضح أنه “ليس بالضرورة على المدى الطويل، فرغم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في عام 2024، فإن الاحتباس الحراري العالمي على المدى الطويل، والذي تم حسابه على مدى عدة عقود، يظل أقل من هذه العتبة التي حددتها اتفاقية باريس”.
وزاد: “أفضل التقديرات للاحتباس الحراري العالمي الحالي تتراوح بين 1.34 و1.41 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية 1850-1900 هذا يعني أن عام واحد من ارتفاع درجات الحرارة فوق عتبة 1.5 درجة مئوية لا يعني أن أهداف درجة الحرارة طويلة الأجل المنصوص عليها في اتفاق باريس غير قابلة للتحقيق، ولكنه مؤشر من مستوى يقظة أحمر فكوكبنا يرسل المزيد من إشارات الاستغاثة، لكن هذا التقرير يظهر أنه لا يزال من الممكن الحد من الزيادة طويلة الأمد في درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية”.
وفي رده على سؤال “كود” حول كيف كانت تأثيرات ظاهرتي النينيو والنينيا عام 2024. فقد ذكر بنعبو لـ”كود” أنه “في عام 2024، بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أعلى مستوى له منذ 800 ألف سنة. هذا الغاز الدفيء، الذي ينبعث نتيجة للأنشطة البشرية، مسؤول عن جزء كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي”.
وذكر: “لكن في العام الماضي، كان ارتفاع درجات الحرارة معززا أيضا بظاهرة النينيو القوية التي بلغت ذروتها في بداية العام وللمعلومة فإن هذه الظاهرة التي تحدث كل سنتين إلى سبع سنوات ترتبط بالتفاعلات بين المحيط والغلاف الجوي فالنينيو يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جزء من المحيط الهادئ، ويعطل التيارات الجوية ويسبب موجات حرارة”.
و”في انتظار تقديم الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار للتغيرات المناخية والموقعين على اتفاق باريس تقديم مساهماتهم المحددة وطنيا بشأن المناخ هذا العام، وتوضيح الكيفية التي يعتزمون بها تحقيق أهدافهم، فالكل مدعو اليوم إلى تعزيز تطوير الطاقة المتجددة النظيفة وبأسعار معقولة وتسريع الانتقال الطاقي العادل والمستدام”. ينهي الخبير في المناخ تصريحاته مع “كود”.