أنس العمري – كود///
طبعا، لا اختلاف على أن كلمة “الحالمون” بالنسبة لنا نحن المغاربة، تحيل أذهاننا مباشرة على أسود إنجاز مونديال قطر، وهو العنوان الذي اختارته قناة “الرياضية” لبرنامجها الموثق للحظات مؤثرة في مسار بلوغ مربع العالمية الذهبي.
كانوا موفقين في هذا الاختيار، وكما استحقه من صنعوا هكذا مجد أبهروا به العالم، فهناك من من الواجب علينا أن نعنون مسارهم الحافل الممتد لعشرات السنين، والمرصع بمنجزات كبرى تلو والأخرى، بـ “الناجحون” بتفوق.. إنهم أسرة مؤسسة الأمن الوطني، التي أثبتت على الدوام يقظتها ومهنيتها العالية، في الحفاظ على استقرار الوطن وضمان أمن المواطنين.
بالأمس، كانت ليلة احتفالهم بالذكرى الـ 68 لتأسيسهم. خلدت بأكادير، حيث حضر لمقاسمة أيقونة النجاح عبد اللطيف حموشي، مدير الإدارة العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الاحتفاء بهذه المناسبة شخصيات وازنة عدة، من ضمنهم أعضاء في الحكومة، ورئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) أحمد ناصر الريسي، والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان، ومسؤولين قضائيين ومدنيين وعسكريين.
وهي القائمة التي حضر فيها أيضا مهندس الحلم المغربي المونديالي وليد الركراكي، وصانع إنجازات “الفوتسال” هشام الدكيك، لي بهرونا بما بصموا عليه من مسار.
في هذه الليلة أيضا، تحقق الإبهار. فترجمة لدرب استثنائي في التطوير والتحديث، كان الموعد مناسبة للبصم على احترافية بجرعة عالية، عكست تمجهيد البوليس على جميع المستويات.
فقرات متميزة قدمت، في ظل تنظيم دقيق، باحت بالكثير من أسرار وصفة النجاح المبتكرة في عهد عبد اللطيف حموشي، والتي جعلت المؤسسة الأمنية اليوم في مكانة عالمية مرموقة جدا.
الحفل.. المفاجأة
في الطريق إلى ساحة المعارض بأكادير، وبالمدينة ككل، لم تكن كل الترتيبات الأمنية المتخذة إلا لتعطيك إشارة واضحة على أن مفاجأة استثنائية تنتظر المدعوين إلى حفل ذكرى التأسيس… وكذلك كان.
مفاجأة اجتمعت فيها كل مواصفات الإبداع والجمالية، وذلك بعدما جاءت في ثوب عروض ملهمة، عكست دقة التنظيم وعلو الكعب في التحضير لحدث كان ناجحا بكل المقاييس، والذي ترجم أن مؤسسة الأمن الوطني وصلات لدرجات كبيرة بزاف في الاحترافية.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني قبل أن يقوم كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت والمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي باستعراض تشكيلات مختلفة من الوحدات الأمنية المشاركة في احتفالية ذكرى التأسيس.
وانطلقت فقراته الاستعراضية بعرض الوسائل اللوجستية والعملياتية لمختلف الوحدات الأمنية، فضلا عن فيديو حول ولادة مدينة أكادير من جديد بعد زلزال 1960 وتدبير زلزال الحوز، إضافة إلى تقديم عرض احترافي حول تقنيات التدخل والدفاع عن النفس.
بعد ذلك، تقدم للحضور عرض لشريط فيديو حول منصة الإبلاغ عن المحتوى الرقمي غير المشروع “إبلاغ” التي تتيح لمستخدمي الفضاء الرقمي الإبلاغ عن أي محتوى غير لائق أو غير مشروع يتم تداوله على شبكة الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار ضمان احترام البيانات الشخصية للمستخدمين.
الفقرات الأخرى لي تقدمات شملت أيضا عرضا لكوكبة الدراجين وشريط فيديو لتمرين محاكاة مشترك للقوات الخاصة وخبراء من الشرطة العلمية والتقنية لتفكيك خلية إرهابية.
كما شهد الحفل عرض احترافي حول كيفية التعامل مع الأسلحة، وعرض شريط فيديو يسلط الضوء على النموذج المغربي للتدبير الأمني للأحداث الكبرى، قبل ما يتختتم بمفاجأة تمثلت في تقديم، لأول مرة، لعرض فني مبهر بالعشرات من (الدرونات)، تضمن لوحات فنية مضيئة بالعلم الوطني وتجسيد صورة الخريطة الوطنية وشعار المملكة الخالد: “الله الوطن الملك”.
مسار حافل
هاد الحفل الناجح لي دار ماشي غير جا وتنظم بهاد الطريقة المتميزة، وهو الحدث لي كل سنة كتبدع فيه حوايج جديدة وأكثر تميزا من السنة لي قبلها.
فهادشي تراكم، لمحطات تاريخية مهمة للتحديث والتكوين والتأطير وتطوير الوسائل، في عهد عبد اللطيف حموشي، لي دار إصلاحات كبرى أحدثت تحولات مهمة في المؤسسة الشرطية.
وخدمات هذه المؤسسة، خلال السنوات الأخيرة، على تدعيم الموارد البشرية بالعنصر النسوي، إذ تقلدت المرأة إلى جانب الرجل مسؤوليات ومهاما أظهرت فيها قدرات متميزة وكفاءات عالية، كما اعتمدت في مجال تطوير مناهج التكوين على تعزيز دور الشرطة التقنية والعلمية وتقريب مصادر الخبرة من الشرطة القضائية في مكافحة الجريمة.
واعتمدت هذه المؤسسة الوطنية أيضا مفهوم الشرطة المجتمعية لتطبيق فلسفة القرب تلبية لاحتياجات المواطنين الأمنية اليومية، ومواصلة عملها الدؤوب من أجل ترسيخ التواصل مع محيطها.
وراهنت المديرية العامة للأمن الوطني، خلال سنة 2023، على تنويع وتقوية آليات التواصل الأمني، بغرض توطيد الإحساس بالأمن، ومواكبة عمل المصالح العملياتية للأمن، وتسليط الضوء على الترتيبات الأمنية المعتمدة لاحتضان وتنظيم التظاهرات الكبرى بالمملكة.
وخلال سنة 2024، تتطلع المديرية العامة للأمن الوطني لترصيد المكتسبات المحققة على مستوى تحديث البنيات والخدمات الشرطية، مع تطويرها بما يكفل الاستجابة لانتظارات المواطنات والمواطنين من المرفق العام الشرطي.
كما تعتزم تقوية وتمتين التعاون الأمني الدولي من خلال تقاسم تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مع الدول الصديقة والشريكة، وكذا مع مختلف المنظمات الدولية المهتمة بالعمل الشرطي.
وفضلا عن ذلك، يتواصل العمل على بلورة مشروع رقمنة مصالح الأمن الوطني وربطها بقواعد البيانات المركزية، من خلال تعميم النظام المعلوماتي الخاص بتدبير قضايا الجنايات والجنح على جميع دوائر الشرطة، ومواصلة رقمنة مصالح الشرطة القضائية على المستوى الوطني، بالإضافة إلى تعميم الفرق المتنقلة لإنجاز بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية على صعيد جميع القيادات الجهوية، بغرض تقريب خدمات الوثائق التعريفية من ساكنة المناطق البعيدة جغرافيا.