محمود الركيبي -كود- العيون//
كتواصل جبهة البوليساريو محاولاتها باش تضغط على الحكومة الإسبانية للتراجع عن موقفها الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، اللي علنات عليه فمارس 2022، واللي شكل تحولا استراتيجيا في السياسة الخارجية الإسبانية، إذ انتقلت مدريد من موقف الحياد السلبي إلى تبني رؤية أكثر انسجاما مع تطورات هذا النزاع الإقليمي دوليا.
جبهة البوليساريو ومن خلال ممثلها بمدريد عبد الله العرابي وصف الموقف الإسباني بالتغير “الأحادي والشخصي”، مصرا على استحضار ما تعتبره الجبهة مسؤولية إسبانيا القانونية في الصحراء، وهو الموقف الذي لا يعدو أن يكون مجرد محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
فالواقع أن مدريد أنهت أي مسؤولية قانونية لها منذ توقيع اتفاق مدريد سنة 1975، عقب المسيرة الخضراء، واستعادة المملكة لسيادتها على أقاليمها الجنوبية، وأي حديث عن مسؤولية إسبانيا هو مجرد مغالطة قانونية تروج لها الجبهة لحشد تعاطف دولي لم تعد تحظى به على الساحة الدولية.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه ممثل جبهة البوليساريو عن “عزلة سياسية” مزعومة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بسبب قراره دعم المغرب، فإن العزلة الحقيقية هي التي تعيشها البوليساريو نفسها، أطروحة الجبهة لم تعد تحظى بأي دعم دولي، بينما يواصل المغرب تحقيق انتصارات دبلوماسية متتالية، سواء عبر افتتاح قنصليات دول إفريقية وعربية وأمريكية في العيون والداخلة، أو عبر تأكيد الأمم المتحدة على دعم المسار السياسي تحت إشرافها، والذي يقوم على الحل الواقعي والبراغماتي الذي تقترحه الرباط.
وتعكس تصريحات ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا حالة من الإنكار تعيشها الجبهة للواقع الجديد الذي باتت يعرفها الملف، حيث أصبح المجتمع الدولي أكثر اقتناعا بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، أما محاولة الضغط على إسبانيا التي مارستها كل من الجزائر والبوليساريو للعودة إلى موقف قديم تجاوزه الزمن، فلم تفلح أمام تشبث مدريد بدعمها للمبادرة المغربية، والذي أكدت مرارا أنه سياسة دولة وليس موقفا شخصيا أو حزبيا، وينسجم مع التحولات الكبرى التي يعرفها النزاع.