محمود الركيبي -كود- العيون //

فخطوة جديدة ضمن محاولاتها لكسب الشرعية الدبلوماسية، روجات جبهة البوليساريو عبر وسائل إعلامها لمزاعم حول مشاركة مرتقبة لها في الاجتماع الوزاري المقبل بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، المقرر انعقاده ف ماي المقبل.

وتأتي هذه المزاعم في سياق سعي الجبهة لإظهار نفسها كطرف فاعل في قمم الشراكة التي يعقدها الاتحاد الإفريقي مع شركائه الدوليين، رغم الرفض المتكرر من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية لمشاركتها بسبب افتقارها للاعتراف الدولي.

فرغم عدم صدور أي تأكيد رسمي بشأن مشاركة البوليساريو في هذا الاجتماع، إلا أن الجبهة حاولت استباق الأحداث من خلال حملة إعلامية تهدف إلى فرض أمر واقع وإضفاء شرعية على وجودها في مثل هذه المنتديات، حيث زعمت عبر وسائل إعلام تابعة لها، أن فرنسا وإسبانيا فشلتا في استبعادها من المشاركة في هذا الاجتماع.

ومن شأن انعقاد هذا الاجتماع أن يثير الجدل من جديد حول مشاركة البوليساريو، حيث تصر الجزائر ومعها جنوب أفريقيا وبعض الدول الإفريقية السائرة في فلكها على إدراجها في هذه الاجتماعات، رغم أن الدول الشريكة للاتحاد، مثل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا جامعة الدول العربية، تتبنى موقفا واضحا بعدم الاعتراف بالجبهة ككيان ذي صفة تمثيلية.

فالاتحاد الأوروبي، الذي لا تعترف أي من دوله بالبوليساريو، لطالما أصر على أن الاجتماعات الرسمية بينه وبين الاتحاد الإفريقي يجب أن تقتصر على الدول ذات السيادة والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وذلك في ظل محاولات الجزائر فرض مشاركتها في هذه القمم.

وهي المحاولات التي وصلت حد التسبب في فضيحة ديبلوماسية شهدتها الأشغال التحضيرية للنسخة الثامنة لقمة “تيكاد” الإفريقية اليابانية التي انعقدت في غشت الماضي، بعد أن عملت الجزائر على إقحام البوليساريو ضمن وفدها، وحاولت وضع يافطة أمام الطاولة التي جلس عليها وفدها، وهو ما أثار احتجاج الوفد المغربي الذي رفض هذا الأمر وطالب بإزالة اليافطة، قبل أن تتدخل الخارجية اليابانية التي أكدت على مسامع الحضور أنها لم توجه أي دعوة للبوليساريو للمشاركة في الاجتماع وأنها لا توجه الدعوات إلا للدول المعترف بها أمميا.