عمر المزين – كود///
قال عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن “التوتر الجزائري الفرنسي الذي امتد على مدى أسابيع، يظهر أن السبب الرئيسي فيه هو تعديل الموقف الفرنسي من القضية الوطنية، وإقرار السياسة الخارجية الفرنسية بأن حاضر ومستقبل الصحراء لا يمكن تصوره إلا تحت السيادة المغربية، بالإضافة إلى انتعاش العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات”.
هذا الواقع، حسب ما أكده البلعمشي، في تصريح لـ”كود”، لم يتأثر بالرغم من بعض الانفراج الذي تمثله الزيارة المرتقبة لرئيس الدبلوماسية الفرنسية للجزائر، ما يؤشر على إيجاد نوع من التسوية بدون المساس بالإرادة والقرار الفرنسيين.
ويرى المتحدث أن “طبيعة التوتر مع الجزائر تكشف أن التنازل المحتمل هو من قبل الجزائر وليس فرنسا على اعتبار أن الواقع الذي أدى إلى الأزمة الأخيرة لم يتغير”.
كما أوضح أن “السيادة الفرنسية في اتخاذ قراراتها لن يكون موضوعا لأي انفراج مرتقب، خصوصا أن الجزائر عبرت عن استيائها من فرنسا في موضوع لا يهم بالأساس المصلحة الوطنية المباشرة للجزائر”.
وعموما في غياب قرارات ومواقف رسمية وواضحة من الجانبين، يضيف البلعمشي لـ”كود” قائلاً: “لا يمكن قياس مدى التقدم الحاصل في العلاقات الفرنسية الجزائرية، بالرغم من أن المؤشرات المتوفرة تذهب في اتجاه عدم خضوع فرنسا لإرادة الجزائر في معاكسة الطرح الوطني المغربي في حل نزاع الصحراء من جهة، والتركيز على التعاون الاقتصادي والملفات الأخرى المشتركة بعيدا عن الملفات السياسية”.