عمر اوشن كود ////
بؤس التفكير و بؤس المعرفة و فقر الايديولوجيا و خواء الروح هو ما أجده في تعبيرات ” التسامح ” مع البرقع و النينجات ..
يفقد التضامن كل معانيه و يفقد روحه و قلبه و عقله و يتحول إلى عبث . إلى نكتة سخيفة…
البرقع و النينجات من أول يوم وصلوا الى المغرب بدأ الخطر و بدأت آلة الجهل و العنف تتحرك و تشتغل لكننا في غفلة من ما يجري تركنا جبل الخراء يكبر ثم يكبر و ها نحن اليوم نحاول تنظيف المزرعة من النباتات السامة..
البرقع حرية شخصية فردية.. روعة منتهى العبث ..
من رغب أن يلبس اللباس التنكري داخل منزله أو في تورا بورا و قرى باكستان اللهم سهل أمره .. لكن أن نجعله حرية فردية و ذوق شخصي في الحياة العامة فتلك مصيبة عظمى ما بعدها مصيبة..
الحمد لله أن الدولة فطنت للحالة.. كأنها كانت في سبات عميق تتابع كل شيء و لا تعرف أن البرقع قنبلة موقوتة ..
لقد إستيقظت متأخرة بنحو 30 سنة منذ يوم بدأ غزو المغرب بالنينجات و نحن متسامحون قابلون نحتضن الخيام المتحركة السوداء حتى بتنا اليوم نجد من يدافع عن الكارثة بوجه قاسح مثل أبو النعيم و غيره..
لقد صنعنا بأنفسنا هذه الاصنام يوم قبلنا بوجودها أصلا و فرشنا لها الطريق و فتحنا لها دور القرآن و الجمعيات و ها نحن اليوم نحصد حصاد العاصفة..
تصور معلمة مصابة بالهستيريا تدرس التلاميذ ببرقع في قسم..؟
تصوروا شخصا يدخل الى وكالة بنكية ببرقع و لا نعرف هل هو رجل ام إمرأة أم كائنا خرج من الاسطورة ..؟ يقدم شيكا و يقدم معه بطاقة وطنية يا حسرتاه؟ وطن ماذا يا إخوان؟؟وطن بشر أم وطن نينجات جاءوا من المريخ و هجموا على الارض ..
إمرأة تجلس أمامك أو لعله يكون رجلا و يضع البرقع أو تضع البرقع و يشاركك مقصورة قطار أو كرسي طائرة أو حافلة ركاب؟؟
ماذا سيكون شعورك..؟ و أنت في تلك الحالة من الفرح و الاطمئنان و الالفة و التآخي مع الجالس قربك و ينظر إليك من تحت ثقب إبرة..
و ماذا سيفعل الشرطي و الدركي في الطريق حينما يبحث عن أوراق سيارة لكائن مجهول يقودها يتنكر في بوركا و لا يكشف هويته..؟
ثم أصلا لماذا كل هذه الفظاعات و الرداءة في المجال العام؟؟
لماذا كل هذا الاحتقار للجسد الذي وهبه لنا الله..؟
متى كانت البوركا وجهة نظر قابلة للنقاش..؟
لقد طالبنا مرارا بمنع هذه المصائب و القنابل المزروعة في الشارع العام و ها هو جواب الدولة يأتي متأخرا بعد أن تحولت مناطق من مدننا الى ديكور مناسب لفيلم سينمائي حول طالبان..
أمس كنت أسوق في أكدال و أثار انتباهي سائق طاكسي كتب على مؤخرة سيارته: ” كلشي ديال الله”..
قلت مع نفسي ها هو المغني الذي يرسمه خالد كدار ساخرا قد أصبح مفكرا و فيلسوفا تنشر مأثوراته و حكمه على الفضاء العام ..
الجهل مدرسة و تربية و ذوق. و حين نتركه ينمو و يترعرع بيننا كأن الامر لا يهمنا لننتظر التسونامي القادم على الأخضر و اليابس..
أشهد أنني حاربت طيلة حياتي هذه المصائب و سأحاربها سواء منعتها الدولة أو قدمت لها الحساء .
خذ الرشوة و لا تنس ذكر الله..
عمر أوشن