حميد زيد – كود ///
لم يعد الاتحاد الاشتراكي يرغب في الحصول على أي شيء من هذه الحياة السياسية الفانية.
ولم يعد له أي طموح انتخابي.
ولا أي رغبة.
ولا أي غيرة على اسمه. و تاريخه.
وبعد أن كان يكتسح في الماضي العاصمة الرباط. التي كانت قلعة اتحادية. فإنه صار اليوم يرشح نجل سعيد التونارتي. منسق التجمع الوطني للأحرار في مجلس الرباط.
صار وباسم الأب.
يرشح في دائرة المحيط الابن ياسين.
وبما أن الأب التجمعي يتعذر عليه الترشح لأسباب “خاصة”. فقد وضع ابنه في الاتحاد الاشتراكي.
وما هي إلا أحزاب سميتموها.
ولا فرق بين الأحرار وبين الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة.
وإذا كانت تزكية الأحرار محجوزة لشخص آخر. فهناك حزب يساري. مستعد لأن يمنح التزكية للأب ولابنه. ولأي فرد من آل تونارتي.
الذين يعرفون من أين تأتي الأصوات في المحيط ويعقوب المنصور.
ويعرفون كيف يفاوضون بها.
وكيف يستثمرون فيها. ويضغطون بها.
ولذلك. وفي لمح البصر تحول الشاب ياسين إلى عضو في الشبيبة الاتحادية.
وإلى مناضل اتحادي.
فجاءهم إلى مقر الحزب مرتديا تي شورت نايك. لأن المناسبة بالنسبة إليه. لا تستحق أي لباس خاص.
ولا أي استعداد.
بعد أن فقد الحزب هيبته.
و تحول إلى حزب للكراء لمن يحتاج إلى السكن فيه لمدة محدودة. لا تتجاوز فترة الانتخابات الجزئية. قبل أن يعود إلى بيت الوالد.
ولأنه من جهة ثانية أكبر من الاتحاد الاشتراكي.
وهو الذي يحتاج إليه وليس العكس.
وقد كانت مثل هذه الانتقالات التي تقع في أي لحظة رائجة في الأقاليم.
وفي القرى.
بينما لم يكن مقبولا أن تحدث في العاصمة. أو في الدار البيضاء. أو فاس. أو مراكش…حيث كل حزب له مرشحوه.
وقواعده. وأسره. و أسماؤه.
أما اليوم
فلم يعد حزب تاريخي مثل الاتحاد الاشتراكي يجد أدنى حرج
في ترشيح الغريب
والابن
والحجز له
وأين
في العاصمة الرباط.
و بتوصية من الأب الذي ينتمي إلى حزب منافس.
ويعارضه الاتحاد الاشتراكي في الظاهر.
في مشهد يصور بدقة
الوضع الذي وصلته الحياة السياسية في المغرب.
وفي مركزها
فما بالك بما يقع في المدن الصغيرة وفي البوادي.
حيث لا فرق بين الأحزاب.
ولا سياسة
ولا انتخابات
إلا باسم الأب وابنه
ومن ليس له أب فلن يكون له حزب.
ولن يكون له حظ.
ولن يحالفه النجاح.
وهذا ما فهمه اتحاديو ادريس لشكر بواقعيتهم الفجة.
والذين صاروا جراء ذلك يعتبرون تزكية اتحادي في الوقت الراهن
نوعا من المثالية
ومن اليوتوبيا
وحنينا مرضيا إلى ماض سياسي لن يعود.