أنس العمري ـ كود///
دعا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى قيام جبهة معارضة تضم كل من له مصلحة في حماية التوازن المؤسساتي والدفاع عن المكتسبات، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون منفتحة على كل القوى الحية في البناء السياسي الوطني، من قوى اليسار والديمقراطيين وممثلي العمال، ورجال الأعمال، ومن له مصلحة في تعزيز البناء الديمقراطي وتقوية الجبهة الداخلية التي تفرضها التحديات التي تواجهها البلاد، داخليا وخارجيا، أكثر من أي وقت مضى.
وأكد الحزب، في بلاغ له أصدره عقب اجتماع لمكتبه السياسي عقده أول أمس الجمعة، أن “الوضع السياسي الذي طبعه التغول في بداية تشكل الحكومة، ويطبعه الغموض والهشاشة في تدبير الملفات الكبرى، كما تسمه الإرادة المضمرة حينا والمعلنة أحيانا كثيرة في إضعاف العمل المؤسساتي، وتفاقم الوضع الاجتماعي، بات يشي باستهداف المسار الديمقراطي، مدعوما بالكثير من الكيانات الانتهازية المتغولة مما يفرض بلورة الجواب الجدير بأن يعيد التوازن إلى العمل المؤسساتي بين البرلمان وبين الحكومة ومؤسسات الحكامة، من جهة، وبين الأغلبية والمعارضة، من جهة أخرى”.
وأضاف، بهاد الخصوص، “هو وضع نستشعر في الاتحاد أنه ملازم عادة لثقافة التردد والارتعاش، قد يزيد من تقويض المؤسسات الدستورية وفي تعميق الفجوة وعدم الثقة بينها وبين المواطن، ويعطل الأداء المؤسساتي الدستوري من قبيل العمل بأدوات المراقبة من قبيل ملتمس الرقابة ولجان تقصي الحقائق، كآليات اشتغال لدى البرلمان والمعارضة خصوصا”.
وفيما يرتبط بالخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء، الذي اعتبره تاريخيا بكل مقاييس التحليل الرزين والعميق لمستجدات قضية وحدتنا الترابية، ثمن الحزب التوجه الملكي في ما يخص تقوية البعد الأفرو أطلسي للمغرب، مبرزا أن “هذا التوجه الجديد يسعى إلى هيكلة هذا الفضاء، بما يخدم القارة الإفريقية، باعتماد مقاربة جريئة وغير مسبوقة، لكنها في الوقت نفسه مقاربة مفكر فيها بعمق واقتناع وتم إنضاجها بهدوء استراتيجي يضع كل إمكانيات المغرب رهن إشارة (أسرته المؤسساتية) الإفريقية”.
وأشار البلاغ إلى أن المكتب السياسي للاتحاد وقف في اجتماعه أيضا، على حادثة سمارة الإرهابية، مثمنا، بهذا الخصوص، “الأسلوب المعتمد من طرف بلادنا في التعامل مع هذا الاستفزاز الإرهابي، الذي أدى إلى سقوط شهيد مغربي والعديد من الجرحى”.
وذكر “الوردة”، في هاد المنحى، بالسلوك العاقل والمتبصر نفسه الذي تعامل به المغرب مع حادثة مقتل شبان مغاربة بالسعيدية في الصيف الماضي، محتكما في ذلك إلى القانون، عبر تكليف الوكيل العام بالملف قبل اتخاذ أي موقف أو التعبير عنه.
وأوضح أن هاد الحادثة ليست معزولة عن استفزازات طوال السنة أوردها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، (بناء على معلومات المينورسو، مصدره الوحيد والرئيسي المعتمد رسميا)، مؤكدا بأنها توصلت ببلاغات القوات المسلحة الملكية عن حوادث إطلاق نار تعدت 500 حالة، إضافة إلى 18 حالة تحليق آليات مسيرة فوق مواقع وجوده، وهو ما يجعل الأمم المتحدة شاهدة على السلوك الاستفزازي والعدواني المتمادي من طرف خصوم المغرب ومن يساندهم في السر والعلن.
وعلى المستوى الاجتماعي، جدد الاتحاد اعتزازه الكبير وتحياته العالية للمشاريع الكبرى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تأهيل مناطق الأطلس الكبير وما وضع له من إمكانيات تمويلية، وخطط ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وروحية، والدعم المباشر للأسر المعوزة، وتوسيع دائرة الفئات الجديدة المستفيدة منه، ودعم السكن لمن لا يملكه، معتبرا أن مرتكزات الدولة الاجتماعية التي شكلت على الدوام ثابتا فكريا وسياسيا وأخلاقيا ومجتمعيا في مشروعنا الاشتراكي، قد حظيت بما يجب من العناية الملكية والحرص على تأسيسها وتركيز مقوماتها.