كود الرباط//

علقت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على قرار رئيس مجلس المستشارين بالتخلي عن تعويضاته وعن استعمال سيارة الخدمة التابعة لمجلس المستشارين، بالقول أنه نوع من الشعبوية التي تظهر الأغنياء في المؤسسات التمثيلية وكأنهم فوق الدولة “زعما أنا ما محتاجش لزوج فرنك ديالكوم”.

وقالت رحاب في تصريح لـ”گود”: “شخصيا، لا أحبذ هذا النوع من الشعبوية، لأنه يظهر المسؤول وكأنه يتصدق على الدولة، وكأن الدولة محتاجة لتعويضاته. والأصل أن كل دول العالم تمنح مؤسساتها تعويضات لمسؤوليها، وهو مظهر من مظاهر سيادة هذه الدولة من جهة، ومن جهة أخرى لجعل المناصب في المؤسسات التمثيلية تترجم الممارسة الانتخابية، وإلا فلنترك هذه المجالس للأغنياء فقط الذين لا يحتاجون للتعويضات”.

وأضافت المتحدثة: “التعويضات هي مقابل القيام بمهام، ومن أجل تحصين المسؤول، وليست صدقة أو رشوة، ولذلك فالعرف السياسي السليم يلزم المؤسسات بالتعويض، ويلزم المسؤول والموظف بقبوله”.

وتابعت: “صحيح أنه يجب فتح نقاش حول قيمة التعويضات، وحول تعددها، وهو نقاش صحي ومطلوب، ولكن من غير المقبول السقوط في شعبوية تظهر الأغنياء في المؤسسات التمثيلية وكأنهم فوق الدولة “زعما أنا ما محتاجش لزوج فرنك ديالكوم”.

واضافت رحاب: “فترات أزمة اقتصادية كبيرة قد تضطر الدولة إلى تخفيض التعويضات وقد توقفها مؤقتا بقرار في إطار التضامن الوطني، ولكن لا يجب على المسؤول أن يتعامل معها باستخفاف.

والأمر نفسه يقال عن سيارات الخدمة، فهي كذلك يجب أن يفتح حولها نقاش، لأنها تكلف ميزانيات كبيرة، ويجب أن يعقلن الأمر، ولكن أن يتخلى مسؤول في مؤسسة سيادية كبرى مثل مجلس المستشارين عن استخدام سيارة المؤسسة في مهامه المرتبطة بالمؤسسة التي يمثلها  فهو العبث، فهل سبق أن رأيتم رئيسا لبرلمان يستقبل ضيوفه من ممثلي الدول الأخرى في سيارته الخاصة؟ “.

وشددت رحاب بالقول: “السيارة الخاصة يمكنه أن يستعملها لأغراضه الشخصية، أما لأغراض مهامه رئيسا لمجلس المستشارين، فالسيارة ترمز للمؤسسة”.

وأضافت “إن توحيد التعويضات التي تمنح للمسؤولين والمكلفين بمهام هو عنوان على أن هذه المؤسسات لا تميز بين المواطنين على أساس الانتماء الطبقي، أما التخلي عنها بشعبوية لأنك غني، ففي ذلك تعال على الدولة، وللأسف فقد سبقه سياسيون أغنياء كذلك في هذا. فهل رسالتهم هي: سأترك لكم التعويضات، ولكن امنحوا لنا المؤسسات، نحن الأغنياء حصرا”.