محمود الركيبي -كود- العيون //

تواصل الجزائر وجبهة البوليساريو محاولاتهما لتثبيت حضور رمزي في أمريكا اللاتينية، مستغلين أنشطة ذات طابع اجتماعي ونقابي، وذلك في محاولة لاستعادة جزء من الحضور الذي تم فقدانه في هذه بالمنطقة التي شكلت لسنوات أحد المعاقل البارزة لدعم أطروحة البوليساريو.

وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء جبهة البوليساريو، إن السفير الجزائري لدى بوينس آيرس، لطفي سبوعي، استقبل في مكتبه ممثل جبهة البوليساريو بالأرجنتين، محمد عالي أعلى سالم، إلى جانب قيادات نقابية أرجنتينية وشخصيات إعلامية، علما أن الأرجنتين لا تعترف بالجبهة، ولا تقيم معها أي شكل من أشكال العلاقات الرسمية.

وأشار ذات المصدر إلى أن السفير الجزائري “شدد على أهمية التعاون مع بلدان أمريكا اللاتينية بالنسبة للجزائر، مشيرًا إلى أن قضايا مثل نزاع الصحراء وفلسطين تظل ضمن أولويات التضامن لدى هذه البلدان”، على حد زعمه.

وفي الإكوادور التي سحبت مؤخرا اعترافها بالبوليساريو، قالت وكالة أنباء الجبهة، إن ما تسمى” الجمعية الإكوادورية للصداقة مع البوليساريو ” شاركت في احتفالية تخليد الذكرى الـ172 لميلاد البطل الوطني الكوبي خوسيه مارتي، التي نظمتها البعثة الدبلوماسية الكوبية في العاصمة الإكوادورية كيتو.

وتحاول كل من الجزائر والبوليساريو الاعتماد على منظمات المجتمع المدني وبعض النقابات، كواجهة رمزية لتعويض التراجع الكبير في الدعم الدبلوماسي بأمريكا اللاتينية، خاصة بعد أن سحبت دول عديدة اعترافها بالجبهة، بعد أن نجحت الديبلوماسية المغربية في تحييد مواقف العديد من هذه الدول، حيث عززت الرباط من حضورها الدبلوماسي في المنطقة، مستفيدة من الدعم الإقليمي والدولي لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي الوحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

فقد عرفت السنوات الأخيرة تغيرا جذريا في مواقف العديد من دول أمريكا اللاتينية التي كانت تدعم جبهة البوليساريو، ومن أبرز هذه الدول الإكوادور والسلفادور وبنما وبيرو وغيرها من البلدان، حيث سحبت هذه الدول اعترافها بالجبهة، فيما حققت الدبلوماسية المغربية نجاحات كبيرة في هذه المنطقة، بعد أن تمكنت من بناء شراكات استراتيجية مع العديد من دولها، وهو ما مكن من محاصرة الحضور الذي ظلت تتمتع البوليساريو هناك.