عمر أوشن – كود//
الله في عونهم.
كيف ستنفخ الأحزاب على مجيمرها في الايام العصيبة.
و في الوقت نفسه مطلوب أن تصعد فوق الخشبة لتبكي الأحكام القاسية. أن تنتقل بدون خسائر مابين الضفتين. مابين المطحنة والفران
المطحنة مطحنة و عزيزة على القلب و الزبدة تذوب في الفم و فلوس الزبدة لا يستطيع الفؤاد التخلي عنها و يعود لحياة الفقر..
جرت العادة عند الأحزاب أن تعلب دور البارشوك والمحاور و المسكن للحرائق والوسيط والمحامي و القاضي والموجه للجماهير و ينص الدستور بصريح العبارة أنها موجودة لتأطير المواطنين..
هل لا زالت للإحزاب القدرة سياسيا وتنظيميا وثقافيا على لعب هذا الدور ؟
السنوات الاخيرة منذ عقدين على الأقل بدأ يتضح أنها فقدت بريقها وسلطتها وكلمتها على الناس..
و لا زالت الهوة والخندق يتسع في كل مرة..
في 84 حينما خرج الشباب الى الشارع وقفت الاحزاب عاجزة..
و في مناسبات أخرى وقع نفس الشيء..المطالب ها هي والاحزاب أين هي؟؟
في 20 فبراير توضح بشكل مكشوف أنها عجزت عن تأطير الجماهير والشارع واختفت من المشهد في انتظار مرور العاصفة و الزوابع لتعود الى إنشائياتها و ” اللحظة التاريخية الدقيقة” و:” سنقول كلمتنا في الوقت المناسب” بعد قرن و عمر سيدنا نوح..
خرجت 20 فبراير بخسائر في شبابها الغر فيما قفز إنتهازيون آخرون و بعد أن انقشعت الغيوم و سكنت الاحوال عادت أحزابنا لمواقعها سالمة غانمة..
نحن نؤطر المواطن؟؟ و الدستور منحنا هذه الصفة..؟ لكن كيف و متى ؟ و الواقع يؤكد كل يوم ان عادل الميلودي يمكن أن يجمع الجوقة و الجماهير أكثر من الاحزاب..
هذه حالتنا التي لا تبشر بخير بعد أن فقدنا البارشوك و الوسيط و كلما إحتجنا الاحزاب نجدها تهرب و تغطس رأسها في الرمال في إنتظار” اللحظة التاريخية الدقيقة “.
هكذا تفقد الاحزاب مكانتها وسط المجتمع كل يوم و مناسبة. .و في كل الاحتجاجات التي تحركت في الشارع و على مواقع التواصل الاجتماعي كانت الاحزاب أكبر الغائبين..
عشنا لعبة دفع الشبيبة للخروج بمواقف أخرى تعاكس القيادة.. وقد رأينا ذلك سنوت طويلة مع شبيبة أحزاب اليسار حينما كان السينيال على اليمين في غرفة القيادة و سينيال آخر على اليسار في منظمات الشباب . و وقى الله المؤمنين شر القتال .
شي يكوي شي يبخ.
لكن هذه الوصفة لم تعد تجدي الآن بسبب تحولات سريعة في القيم وقنوات الاتصال ..
كل المطالب التي حركت الشارع خلال العشرين سنة الأخيرة كانت إمتحانا عسيرا للأحزاب..
لذلك نقول الله يكون في العون..
كيف يمكن أن تكون طليعة” الجماهير” و انت غارق في المرقة و توزيع الحصص و الكوطات و حكومات الترضيات و تنامي الفساد الذي وعدنا كبير الشعبويين أنه جاء ليحاربه بحطن ما تبقى من الفقراء و التبنديق لطبقة النبلاء الذين وعدهم الله بالجنة في الدنيا قبل الآخرة..