احمد الطيب كود الرباط//
الملك محمد السادس عيّن، بداية الأسبوع، يوم الاثنين 24 مارس الجاري، عبد القادر اعمارة، الوزير السابق فـحكومات البي جي دي، على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بلاصة رضى الشامي الاتحادي اللي مشى فمهمة جديدة فالاتحاد الأوروبي.
اعمارة، هو واحد من مؤسسي حزب العدالة والتنمية وكان ف أول أمانة عامة للحزب، وكان ديما هو المسؤول المالي وكيحظى بثقة كبيرة من عبد الإله بنكيران قبل ما يتخاصمو مؤخرا.
اعمارة ماشي غير مؤسس حزب العدالة والتنمية، بل عندو تاريخ طويل ف مسار الإسلام السياسي، فهو كان فالشبيبة الإسلامية ثم الجماعة الإسلامية وبعدها التوحيد والإصلاح.
تعيين اعمارة ، ماشي غير بروتوكولي وشكلي، راه عندو أكثر من دلالة سياسية:
اعمارة، اللي استاقل من حزب العدالة والتنمية فشهر شتنبر 2023، بسبب ما سماه فتدوينة شهيرة “انحراف تجربة الحزب”، رجع اليوم ف منصب بارز فمؤسسة دستورية كبرى، وهادشي فوقت كيعيش فيه حزب الإسلاميين عزلة سياسية وأزمة داخلية عميقة.
لكن المفاجأة، هي أن الموقع الرسمي ديال البي جي دي مذكرش هاذ التعيين الملكي، وكأن البلاغ الملكي ما كاينش، واخا غير خبر عادي كيهم مؤسسة الملك، ماشي اعمارة .
هاد الصمت من طرف الحزب، خصوصا فوقت كيتعيّن فيه أحد أبرز أطرهم السابقين، ما يمكنش يتقرا فقط كـ”سهو إعلامي‘‘. ف الأغلب ممكن يتفسر ك موقف سياسي، ورسالة مباشرة للقصر مفادها: اختياراتكم لا تهمّنا، وحنا مستمرين فالمعارضة، وحتى التعيينات الملكية ما بقيناش نقدسوها كما فالأول.
تعيين اعمارة جاء كذلك ف وقت قريب من المؤتمر، للي كيعيش الحزب صراعات داخلية حول مستقبل الأمين العام الحالي، وكذا حول عودة الأطر للحزب. واش تعيين اعمارة غايكون بداية للصلح مع الأطر الكثيرة لي مشات من البي جي دي وترجع تصفي التنظيم من تيار التشدد وخلاوه ف زاوية “بعيدة” عن بنكيران رجل السياسة الذكي والداهية ورجل الدولة المعروف بمواقفه التاريخية فصالح الملكية.
وللي زاد عقد مسار البي جي دي سياسيا، كذلك تعيين محمد بنعليلو، مكان البشير الراشدي على رأس هيئة النزاهة. الراشدي كان محبوب عند البي جي دي، وكانو كيعتبروه ’’صوت الحق‘‘ فـالتقارير السوداء اللي كينشر على الحكومة. اليوم، حتى هو تم تعويضو، والحزب ساكت.
اعمارة.. من التمرد على بنكيران للتكليف الملكي
عبد القادر اعمارة، الوزير السابق فالطاقة والنقل والماء، معروف بالهدوء والكفاءة، وكان من القلائل داخل الحزب اللي حافظو على المهنية، ورفضو يركبو على موجة الشعبوية والخرافة الدينية.
استقالتو كانت مباشرة، قال فتدوينة: ’’ما آلت إليه تجربة الحزب لا يمكن الاستمرار معه‘‘. لكن الحزب حاول ينكر الاستقالة، وقال بأنو ما توصلش بطلب رسمي. رد فعل وصفوه المتتبعين بالمرتبك، لأن اعمارة ماشي عضو بسيط، راه وزير سابق، وكفاءة كبيرة، وحتى بنكيران كان ديما كيشكر فيه.
لكن الاستقالة ما كانتش تقنية، كانت فكرية وسياسية:
اعمارة ما قبلش يدوز من خطاب سياسي لخرافات، من برامج حكومية لتبرير الزلازل بالذنوب والمعاصي، كيف دار بنكيران فخطابه الشهير بعد زلزال الحوز، واللي خلا المغاربة ساخطين، واعتبروه تشفّي فـضحايا كارثة إنسانية.
صوت الحكمة من الإسلاميين كيرجع للمؤسسات
التعيين ديال اعمارة اليوم هو إشارة واضحة أن القصر كيراهن على الكفاءات، وحتى لو كانوا من داخل حزب فقد التوازن، فـالأشخاص اللي باقين كيآمنو بالمؤسسات، ما زال عندهم مكان.
اعمارة، بحال عزيز رباح، وسليمان العمراني، وآخرين، فضّلو ينساحبو بصمت، بعدما تحول الحزب إلى جماعة دينية كيتحكم فيها الشيخ بنكيران لوحده ومعه أنصارو.
تعيين اعمارة اليوم، هو انتصار للتيار العقلاني والتقنوقراطي، وضربة موجعة لبنكيران، الزعيم اللي كان كيتغذى بالخطاب الديني، واليوم حزبو كيعيش عزلة كبيرة، إعلاميا وسياسيا وتنظيميا.
اعمارة عندو مشكل واحد، هو التعامل ديالو، كيبان قبيح ف وجهو، ومكاينش ابتسامة.. واش قدر يصلح هادشي فهاد السنوات الأخيرة ولا غايبقا كيف هو؟.