الفصول المثيرة لقضية اعتقال رشيد نيني، مدير نشر "المساء" تكشف حدة صراع الماجيدي، مدير الكتابة الخاصة للملك وفؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب "البام". فلم يكن أحد أن يتابع صحافي في هذه الفترة الحاسمة في تاريخ المغرب في حالة اعتقال. كانت الحكومة بصدد إصدار ما يشبه عفوا عاما على الصحافيين، أرادت من خلاله أن تبدأ صفحة جديدة، تعتبر قطاع الصحافة المكتوبة شريكا في بناء الديموقراطية لا عدوا لأجهزة الدولة أو وسيلة لهذه الأجهزة لتصفية حساباتها الشخصية. يبدو أن هناك أشخاصا كانوا يتربصون لهذا القرار فأجهضوا عليه بمتابعة رشيد نيني في حالة اعتقال.
اعتقاله فصل من فصول الحرب الدائرة في المحيط الملكي، خاصة محمد منير الماجيدي، الذي يربط علاقة وطيدة من رشيد نيني، عبر حسن بوهمو، مسير "سيجر" (الهولدينك الملكي) وبين فؤاد عالي الهمة الذي نال هو وحواريوه في الحزب وجهاز الدولة نصيبا كبيرا من مقالات "شوف تشوف" (عمود نيني).
الخاسر الأكبر في هذا الصراع هو دولة الحق والقانون، ففي الوقت الذي كانت فيه حركة 20 فبراير تدعو إلى بناء دولة المؤسسات ومطالبة "الهمة" و"الماجيدي" ب"الرحيل"، جاءت قضية نيني لتظهر أن مسيرة الإصلاح، خاصة في الصحافة، طويلة وشاقة.
الدولة من خلال جهاز القضاء الذي قال عنه رئيس الدولة أكثر من مرة أنه فاسد، يمكن أن تتدارك الإخراج الرديء لقضية رشيد نيني يوم الجمعة المقبل، وتصدر حكما يخرجه من السجن ويتابعه على ما نسب إليه في حالة سراح أو يحكم عليه مع وقف التنفيذ. التاريخ لن يرحل المتلاعبين المتصارعين بمصير دولة كما أنه لن يرحم من لعب دورا في استهداف الصحافة من الصحافيين وتشويهها ومسخها.