حميد زيد – كود ///

ليس من مصلحتكم أيها المحامون أن تتأخروا في الاعتذار لنا.
ولن ينفع الصلح.
ولن ينفع طي الملف.
فليس أي أنف هذا الذي كسره ذلك المحامي لزميلة لنا.
ولا يكفي جبره.
ولا يكفي جبر الضرر.
ولا يكفي الاتفاق مع نقابتنا.
ولن تنفعكم بذلتكم السوداء في شيء. ولا مرافعاتكم. ولا علاقاتكم بنا.
ولو كنت محاميا لاعتذرت في الحال.
ولو كنت نقيبا لكم. لأمرت كل واحد منكم أن يكتب اعتذار موقعا ومختوما ومصادقا عليه لكل الصحفيين.
أي محام.
أي متدرب.
أي طالب حقوق عليه أن يعتذر قبل فوات الأوان.
ويبدو أنكم لا تعرفون إلى أي موقع تنتمي زميلتنا.
ولا إلى أي قناة إلكترونية.
ويبدو أنكم لا تعرفون من يكون مديرها. ومهما عرفتم. فإنكم لا تعرفون من هو زميلنا إدريس شحتان.
وما هو تأثير “شوف تيفي”.
وقد تتحول مهنتكم إلى جحيم. وقد تندمون لأنكم اخترتموها كمصدر رزق.
وفي كل مكان توجد كاميرات لشوف تيفي.
وفي كل مكان يوجد ميكرو.
وفي الجبال. وفي الصحراء. وتحت الماء. وفي البيوت. وفي الحمام. وفي المطبخ. وفي غرفة النوم. وفي المدن البعيدة. وفي الأقاليم. وفي المنخفضات. وفي المرتفعات.
وقبل أن تقع الجريمة تسبقها شوف تيفي وتبثها بالصوت والصورة.
وقبل أن يظهر الخبر تكون هي سجلته.
وتسبق الفضيحة.
وتسبق عاجل.
ولا أحد منا نحن الصحفيين يعرف كيف تفعل شوف تيفي ذلك.
وكيف يصل مراسلوها إلى كل مكان.
ونتساءل هل لهم طائرات.
هل لهم براق يمتطونه. وهل يساعدهم الجن في مهامهم الصحفية.
ودائما يصلون قبلنا.
ودائما يسبقوننا.
ولذلك ليس من مصلحتكم أن لا تدينوا زميلكم الذي كسر أنف زميلتتا.
وقبل أن يقع لكم مكروه عليكم أن تعاقبوه. وعليكم أن تعتذروا.
وعليه أن يظهر لنا في فيديو في قناة شوف تيفي. وهو يعترف بما اقترفت يداه. وبالسباب الذي تلفظ به.
وإلا لن تلوموا إلا أنفسكم.
وإلا قضيتم ما تبقى لكم من حياة عرضة لكاميرا وميكرو شوف تيفي.
وأينما كنتم سيصل زميلي إدريس شحتان إليكم
وأين اختبأتم سيضعكم في الكوليماتور. وسيصوب نحوكم عين الكاميرا.
وستتحول مهنتكم إلى جحيم.
وسيتمنى المحامي لو كان صحفيا.
ولن يفلت محام بجلده. ولن يسلم من الكاميرات.
وتحت الأرض توجد شوف تيفي
وفي السماء. وفي الظلمة. وفي أبعد نقطة.
وسيصوركم
وستقرع طبول الحرب
وبينما المحامي نائم لا يدري إلا وقد ظهر في شوف تيفي.
ثم وهو يأكل.
ثم هو مع موكليه.
لأنها في كل مكان. وفي مكاتب المحامين. ونستغرب كيف لم تصور ذلك المحامي وهو يكسر أنف زميلتنا.
ولا شك أنه حيد كاميرتها.
ولا شك أنه ضرب شوف تيفي في مركز قوتها.
ولذلك ليس من مصلحتكم أن لا تعتذروا
حالا
حالا
وقبل فوات الأوان
فليس هينا. ولا بسيطا ما قام به ذلك المحامي
ولم يعتد على صحافية فحسب
بل اعتدى على نموذج فريد وغير مسبوق
ولا نظن أن الزميل إدريس شحتان سيصمت
أو يقبل الصلح
وقد يشغل كل الكاميرات
وقد يبعث كل المراسلين دفعة واحدة إلى الميدان
وقد أعذر من أنذر.
وبعيدا عن كل هذا
هل يرضيكم ويشرفكم أيها المحامون المغاربة
أن يعتدي زميل لكم على امرأة وصحفية زيادة وأثناء أدائها لعملها
وألا يحرك فيكم هذا ساكنا

وألا يسيء إليكم وإلى مهنتكم
وألا يستدعي منكم اعتذارا. ومعاقبة للمعتدي.
أم من مبادئكم وأخلاقياتكم نصرة زملائكم ظالمين أو مظلومين.