إسرافيل المغربي- كود
—
خلف سقوط طائرة الإف 16 المغربية ، التي كانت تقوم بعمليات عسكرية ،ضد قوات الحوثيين في اليمن ، و وفاة ربانها ، موجة من ردود الأفعال المتباينة، والتي صب أغلبها في اتجاه ، التشكيك في جدوى ومغزى مشاركة المغرب في هاته الحرب ،التي قال البعض ،ان المملكة لاناقة لها ولا جمل في هذا الصراع الجيواستراتيجي بين قوى خليجية و إيران ، وان الجيش الملكي ،يشارك في حرب بالوكالة، وعليه ان يكف يده عن اليمن ، وان يعود الى ثكناته في المغرب.
بعيدا عن التحليلات المسطحة التي تقرن مشاركة المغرب في “عاصفة الحزم” بالرغبة في ايقاف المد الشيعي الذي يتهدد الدولة العربية السنية ،والذي صار يهدد مايمكن تسميته بالثوابت الدينية والمذهبية للمملكة .وبعيدا ايضا عن تلك الرؤية التي تؤمن بكون المغرب يشارك في العملية العسكرية دفاعا عن الشرعية الدولية،عقب توجيه الرئيس اليمني “الشرعي” ،السيد هادي نداء استغاثة لإنقاذ اليمنيين من خطر حرب عرقية ضد اليمنيين تقودها الحركة الحوثية التي أسقطت الرىيس والحكومة وبدأت تحكم اليمنيين بطريقة المليشيات والعصابات!!
فإن الأسباب التي جعلت المغرب ينخرط في هاته الحرب ،ليست اخلاقية او عقدية ،كما تدعي بعض الأبواق الإعلامية وبعض “المحليلين” الاستراتيجيين، بل هي اسباب جيواستراتيجية واقتصادية،تكتسي لبوسا دينيا و قيميا زائفا.إن مشاركة المغرب في هاته الحرب ، مدفوع بتصورات برغماتية، قد تتماهى أحيانا مع اهداف العربية السعودية،وأحيانا اخرى تصير اهداف قُطرية ،يسعى المغرب الى تحقيقها.
إن مشاركة المغرب في هاته الضربات الجوية ، يندرج في اطار الاتفاقيات العسكرية التي وقعها مع عدد من دول الخليج ،والتي اصبح بموجبها ، الأمن القومي لهاته البلدان يشكل جزء من الأمن القومي المغربي ، الشيء الذي سيمكن المغرب من الإندماج في حلف عسكري عربي ، يؤمن له العتاد والمساعدات التقنية والمالية ، وكذا الدعم السياسي والدبلوماسي ، في حال تعرض المغرب الى اي اعتداء خارجي.
مشاركة القوات المسلحة الملكية في بؤر توثر وجبهات ساخنة،ستجعل عناصرها يكتسبون الشروط اللازمة والخبرات الضرورية، التي ستجعلهم يحافظون على جاهزيتهم في حال نشوب حرب او اي تهديد يمس البلاد ومصالحها ،خاصة وأن البلاد قد تدخل بشكل مباشر في نزاع مسلح حول ملف الصحراء.