حميد زيد كود ////

قررت ألا أكتب حرفا عن ادريس لشكر.

مهما قال. ومهما بدا للناس عجيبا. ومهما بدا كلامه مضحكا. فقد أقسمت ألا أتحدث عنه. ولن أذكر اسمه. ولن أهمس به حتى.

ولن أنتقده. ولن أجازف. ولن أنخرط في حملة الهجوم عليه.

ولن أصطف مع الذين يثير ادريس لشكر حنقهم.

وإن سنحت لي الفرصة وكان القراء والمتتبعون نياما سأجرب مدحه

وحين لن يتعرف علي أحد سأقول له برافو

وحين يكون ظلام، ولا يظهر خجلي وشعوري بالعار ولا يراني أحد ،سوف أرفع له القبعة

وسوف أقول له ما يرغب في أن يقال له في هذه المرحلة

فليس مقبولا اليوم أن تقول كلاما جميلا عن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي

وإن فعلتها، فإنك تعرض نفسك للسخرية

وسيشير إليك القراء بالأصبع.

لكني قررت أن ألتزم الصمت، ولا أقترب من هذا الرجل الشائك.

هذا الزعيم الخطير

ذو الحضور الطاغي في الشاشات

وفي البلوكاج

وفي المفاوضات والمشاورات

فما أدراني

ما الذي يمكن أن يصيره غدا

وأي منصب سيحصل عليه

ولا أعرف إلى أي حد يمكنه أن يصعد

وأين سيتوقف طموحه وتسلقه

فهو مصر على الدخول إلى الحكومة

وكنت مغفلا

وسخرت من المقاعد التي يتوفر عليها

ومن تراجع حزبه

لكنه لقنني درسا لن أنساه

ولن أجرؤ مرة أخرى على الاقتراب من ادريس لشكر

ولن أنبس ببنت شفة

إنه خطير ويعرف ما يريد

ولا شيء مستحيل بالنسبة إليه

والذي جعل الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب

وهو الرجل الثاني في الحزب

لهو قادر أن يصبح أي شيء باعتباره زعيما

كل ما تتخيلونه بمقدوره أن يصيره الرجل الأول في الحزب

وقد يصبح غدا هو رئيس الحكومة

وبقدرة قادر قد يصير الاتحاد الاشتراكي هو الأول في كل شيء

وهو الحزب الأغلبي

وهو التحكم. وهو المعارضة. وهو الدولة.

ولست غبيا لأنتقد ادريس لشكر

لست بهذه السذاجة لأفعل ذلك

بعد أن حصل ما حصل

فمن يحميني غدا منه

لو أصبح رئيسا لكل العالم

وحاكما للكون

ولن تنطلي علي الأرقام، ولن أقلل من شأن العشرين نائبا اتحاديا

وسوف أوقر الكاتب الأول

وأحترمه

كما يحترمه عزيز أخنوش ويتشبث به

وكما تعيش البلاد دون حكومة في انتظار لحظة دخوله المظفر إليها

وسوف أحاول أن أحبس ضحكتي وهو يتحدث في التلفزيون

فالذي جعل المالكي من لا شيء رئيسا لمجلس النواب

لهو قادر على كل شيء

وقادر أن ينتقم مني

وقادر أن يحاسبني على تهوري

وخفة لساني

لذلك قررت أن لا أكتب عنه بعد اليوم

فجميع المعطيات تدل أنه قوي وخطير

ويحمل سرا

فلا يمكن لدولة أن تتعطل مرافقها كل هذا الوقت

في انتظار دخوله

ولا يمكن لبنكيران أن يقاومه كل هذه المقاومة

إلا إذا كان مهما

وتحتاجه البشرية جمعاء

وليس المغرب فحسب.

اصطف أأا