حميد زيد – كود//

سوف تنتهي أيام الملتقى الوطني الثلاثة المخصصة للاحتفاء بالعطاء الفكري والتربوي لكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي.
ومن خلال البرنامج.
ومن خلال المحاور الكثيرة.
ومن خلال عناوين العروض المقدمة حول الرجل.
وحول إشعاعه. وإسهاماته.
يبدو أنه شخص خارق. وغير طبيعي. ويحتوي على كنوز. في أمعائه. وفي رأسه. وفي أصابعه. وفي عينيه. وفي كل عضو فيه.

نعم. سوف تنتهي أيام الملتقى.

لكن ما العمل بعدها. وهل نفرط في الدكتور خالد الصمدي. وهل نترك هذه الثروة تضيع. كما ضاعت ثروات أخرى قبله.

أم نعمق البحث فيه. ونحفر. وننقب.

وفي هذا النوع من الملتقيات يكتفون بالجانب النظري، بينما يظهر من أهمية المحاور المخصصة لفكره أن خالد الصمدي يحتاج إلى ملتقى تطبيقي.

وإلى تشريح.

والله وحده يعلم ماذا يوجد في باطن كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي.

وقد يكون منجما للذهب. وقد يكون فيه نفط وغاز. وقد يكون فيه حل لكل المشاكل التي نعاني منها.

ومن البرنامج المخصص له. لا شك أن فيه حلا لكل مشاكل العالم.

وللبشرية جمعاء حاضرا ومستقبلا.

ولذلك لا يجب أن تتملكنا الغيرة. وأن نستغرب. وأن نحسد حزب العدالة والتنمية التي منحها الله مفكر زمانه. والكبريت الأحمر والسر الأفخر والدر الجوهر.

بل هو لنا جميعا.

وبمجرد أن ينتهي الملتقى الوطني. على الدولة أن تأخذه. وتؤممه. وتسجله كبراءة اختراع.

فمن يدري. وقد يأتي أغيار ويسرقونه. ويستفيدون منه. خاصة أن محورا من المحاور يفشي سر أن له إشعاع. وأنه متعدد الأبعاد.

ودور الدولة هو أن تستخرج منه الطاقة. وألا تترك إشعاعه يتبدد. ويضيع. كما ضاعت أشياء كثيرة في هذا البلد.

ودورها أن توزعه علينا بالتساوي. وألا ترتكب الخطأ الذي ارتكبته مع الفوسفاط.

ولكل مواطن مغربي حصته اليومية من إشعاع خالد الصمدي. ومن قيمه. ومن إنجازاته. ومن خوارقه. ومن علمه. ومن فكره.

ولكل مغربي عشرة دراهم منه في اليوم.

وقد نحصل على أكثر  من عشرة دراهم. بالنظر إلى  ما يتضمنه برنامج الملتقى الوطني الذي عرفنا على هذه المعجزة التي كنا نجهلها.

ووداعا يا فقر.

ووداعا لمقاطعة المياه المعدنية والحليب.

ومعه. سوف نتحول إلى دولة صمدية. مثل الدول النفطية. بل أفضل منها.

بينما عيبنا هو أننا لا نقرأ.

وعيب الدولة هو لا مبالاتها. وأنها غير مهتمة. ولا تتابع ما يحدث. ولها نخبتها.

وتسمع دبيب النمل.

لكنها بالمقابل لا ترى مفكرا لم يجد الزمان بمثله مثل خالد الصمدي.

رغم أنه كاتب دولة.

وكل الخشية أن يضيع منا.

وأن تسمع به فرنسا. أو أمريكا. أو اليابان. أو ألمانيا. أو الروس. فيجمعون محاور الملتقى في مختبر.

ويعبئون خالد الصمدي في قوارير.

ويبيعونه له مكررا.

ومخصبا.

بينما هو لنا. وثروتنا الوطنية. وله إشعاع.