كود الرباط//
رحلة سياحية لتركيا تحوّلت إلى كابوس… هكذا حكت أم مغربية لـ “گود” ما عاشته مساء يوم أمس الجمعة 8 غشت 2025، حين احتجزت السلطات التركية ابنتها وعشرات الشباب المغاربة في مطار إسطنبول، في مشهد وصفته بـ”العنصري” و”المهين”، رغم أنهم كانوا يحملون كل الوثائق اللازمة ويزورون تركيا بشكل قانوني.
وقالت هاد الأم ف شهادة لـ”گود” أنها “كانت على موعد مع رحلة من مطار الدار البيضاء نحو إسطنبول برفقة ابنتها البالغة 28 سنة، موظفة بإحدى الشركات في العاصمة الاقتصادية. في مطار الدار البيضاء، طلبت موظفة شركة الطيران إظهار تذكرة العودة، وقدمتها الأم وابنتها بالفعل، ثم انطلقت الرحلة في أجواء عادية”.
لكن عند الوصول إلى نقطة التفتيش في مطار إسطنبول، مرّت الأم أولاً، بينما كانت ابنتها خلفها. فجأة، أوقفتها عناصر الشرطة وطلبوا من الأم التوجه إلى منطقة استلام الأمتعة، رافضين أن تبقى بجانب ابنتها. انتظرت ساعتين وهي تعيش القلق والخوف، بلا أي معلومة عنها. تقول: “لم أكن وحدي، فقد وجدت بعدها عشرات الأمهات والآباء في نفس الوضع، ينتظرون أبناءهم الذين تم احتجازهم، كثير منهم بلا هواتف أو إنترنت للتواصل”.
داخل قاعة التفتيش، تم وضع الشبان والشابات المغاربة في مكان أشبه بغرفة تحقيق، “دون أي احترام لحقوقهم الإنسانية”، كما تقول الأم. لم يُسمح لهم بفهم ما يجري، ولم يُوفَّر مترجمون، وسط ارتباك وفوضى واضحة. استمر الاحتجاز أربع ساعات، حيث سُئلوا عن الإقامة، وتذاكر العودة، والرصيد المالي، وأُخذت بصماتهم وصُوّروا من كل الاتجاهات كما لو كانوا مجرمين.
وأضاف الأم لـ”گود”: “الأكثر صدمة أن أغلبهم كانوا طلبة أو موظفين من عائلات تسافر كثيرا، ورغم ذلك قوبلوا بالتجاهل والاحتقار. بعض الشابات دخلن في حالة إغماء، والبعض بكى من الخوف، فيما كان رد فعل الشرطة التركية هو اللامبالاة التامة”.
وبحسب ما أُبلغت به ابنتها، فإن ما جرى يدخل ضمن “إجراءات جديدة”، رغم أنها سبق أن زارت تركيا أكثر من ثلاث مرات دون أي مشاكل. وتتساءل الأم: “لماذا هذا التعامل مع المغاربة تحديدًا؟ ولماذا يُنظر إلينا وكأننا جميعًا ذاهبون للدعارة أو الهجرة السرية؟”.
وفي رسالتها، دعت الأم المغربية عبر “گود”، المسؤولين والصحفيين المغاربة إلى التحرك العاجل “لتوعية المسافرين، خاصة الشباب تحت سن الأربعين، بما قد يواجهونه في مطار إسطنبول، وحماية كرامة مواطنينا في الخارج”. وشددت بالقول أن: “ما عشته مع ابنتي كان صدمة قاسية لن أنساها، ليس فقط من أجلها، بل من أجل كل شاب وشابة مغربية مروا من نفس التجربة”.