أنس العمري -كود///

رغم ما شهدته مدن مغربية خلال الأسابيع الماضية من احتجاجات لجيل “Z”، فإن القطاع السياحي الوطني ظل في منأى عن أي تأثير مباشر، مستمرا في نسق انتعاشه القوي، ومؤكدا مرة أخرى مناعته وصلابته كأحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني.

ففي وقت كانت فيه بعض الشوارع تعرف توترات محدودة، كانت مراكش، عاصمة السياحة العالمية، تستقبل أفواجا متزايدة من السياح الأجانب الذين توافدوا من مختلف القارات، مستمتعين بأجواءها الدافئة، وحيويتها المتجددة، وغناها الثقافي المتنوع. المقاهي والساحات الكبرى، وعلى رأسها ساحة جامع الفنا، ظلت تعج بالحياة والأنغام والألوان، في مشهد يعكس الثقة المستمرة في الوجهة المغربية كبلد آمن ومستقر ومضياف.

وفي أقصى الجنوب، تواصل الداخلة، جوهرة الأطلسي، جذبها المتنامي لعشاق المغامرة والرياضات البحرية، خصوصا هواة ركوب الأمواج (الكيت سورف) الذين يتوزعون عبر نقاط سياحية متعددة على امتداد خليج المدينة.

وبرغم الأشغال الواسعة التي تعرفها الداخلة حاليا لتأهيل البنية التحتية، من تعبيد الطرق وقنوات الصرف الصحي إلى أعمال الترصيف ونصب أعمدة الإنارة، فإن المدينة تقدم نموذجا لمدينة في طور التحول السياحي الكبير، حيث تتجاور أوراش التهيئة مع النشاط السياحي اليومي دون أن تؤثر عليه.

وكيعكس هذا المشهد، بحسب متتبعين، أن السياحة المغربية أصبحت أكثر نضجا واستقلالية عن الارتدادات الظرفية، بفضل تنوّع منتوجها السياحي وتوزع الطلب عبر جهات مختلفة، من الشمال إلى الجنوب.

فالمغرب اليوم لم يعد وجهة موسمية، بل بلدا سياحيا متكامل الجاذبية، يزاوج بين السياحة الثقافية في فاس ومراكش، والسياحة الشاطئية في أكادير وطنجة، والسياحة الإيكولوجية والرياضية في الداخلة وورزازات.