كود الرباط//
قضت المحكمة الابتدائية، بمدينة الناظور، مؤخرا، ببراءة معلم وجهت له اتهامات بالاعتداء بالضرب والتحرش بتلميذة قاصر في إحدى المدارس بمدينة زايو التابعة لإقليم الناظور، أسرة الضحية.
وتعود تفاصيل القضية، حسب تصريح أخت الضحية، إلى شهر فبراير من السنة الماضية 2022، حيث تعرضت الطفلة دعاء والتي كانت تبلغ حينها 11 سنة، للضرب المُبرح من طرف معلمها لمادة اللغة العربية بأنبوب بلاستيكي أمام زميلاتها وزملائها خلال وقوفها بساحة المدرسة للالتحاق بحصة اللغة الفرنسية.
وأوضحت شقيقة دعاء في تصريح لـ”كود” ’’ملي حيدنا لختي التريكو لقينا فيها آثار الضرب بالتيو‘‘، مشيرة إلى أنه لدى سؤال ’’الضحية‘‘ عن هوية الفاعل أكدت أنه معلمها.
ومباشرة بعد الحادث، أوضحت منال أن والدها وهو رجل تعليم، توجه إلى منزل المعلم المعني بالأمر لسؤاله عما وقع، ليؤكد له الأخير أنه لم يكن ينوي ضرب ابنته إنما كان بصدد ممازحتها فقط.
وكإجراء أولي، قامت أسرة التلميذة دعاء باصطحابها إلى طبية في مستوصف صحي عام من أجل فحصها، ليتبين بعد ذلك، أن الأخيرة تحمل على بطنها آثارا للضرب، حيث منحتها الطبيبة شهادة مدتها 20 يوما.
وتضيف منال أن والدهما قرر أن ينقل ابنته لاستكمال دراستها في المؤسسة التي يشتغل فيها، إلا أنها فور دخولها إلى القسم أصيبت بنوبة بكاء وارتجاف حادة. وحين عادت التلميذة إلى المنزل اعترفت بأنه إلى جانب الضرب، تعرضت للتحرش من المعلم قائلة: ’’كان كيجلسني فوق منو ويبقى يقيس فيا ويحل ليا شعري‘‘، ما دفع الأسرة لاتباع المسطرة القانونية، وتقديم شكاية ضد المعلم المعني بالأمر، والذي قام مرارا وتكرارا بطلب السماح من الأسرة وبسحب شكايتهم، كما أنه اعترف بفعلته أمامهم وبررها بعدم قصده تلك الأفعال، كما أرسل مجموعة من أصدقائه الأساتذة لطلب السماح والتنازل من الأسرة، إلا أنه وخلال التحقيق معه وفي أطوار الدعوى والمحاكمة ظل ينكر ما قام به وأصر على أنه لم يرتكب تلك الأفعال المنسوبة إليه”.
ولفتت شقيقة التلميذة دعاء إلى أن الأخيرة لازالت تتلقى علاجا نفسيا بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة، بعد تدهور وضعها وعدم قدرتها على تجاوز ما وقع، مشيرة إلى أن الضحية تُعاني من أفكار سوداوية فضلا عن الإحساس بالعار، بل وصل ذلك إلى حد التفكير في الانتحار حسب ما أوضحته الطبيبة النفسية، كما أنها توقفت عن الدراسة لمدة شهرين قبل أن تعود إلى المؤسسة بدعم كبير من أسرتها، لاستكمال دروسها.
وفي نفس السياق، أكدت أخت الضحية، أنها وأسرتها ’’سيظلون متمسكين بحق ابنتهم عبر تقديم طلب استئناف الحكم وأنهم لن يتنازلوا حتى يظهر الحق ويزهق الباطل‘‘.