كود الرباط//
قال عبد الله بوشطارت، الباحث والناشط الأمازيغي، في تصريح لـ”كود”، إن الاحتفالات الكبيرة التي تعرفها دول شمال إفريقيا بمناسبة مناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2974، والتي أصبحت رسميا عيدا وطنيا بالمغرب، هي دليل على أن بلدان شمال إفريقيا مستقلة عن صراعات الشرق والغرب.
وأكد بوشطارت، في تصريح لـ”كود”، أن احتفالات “ايض يناير” هي صرخة كذلك لشعوب شمال إفريقيا مفادها أن المغاربة بعيدون عن صراعات الأديان في الشرق والغرب.
وأضاف المتحدث لـ”كود” نحن نحتفل بالأرض والزراعة.. ولا علاقة لنا بالأديان”، مشددا: “هادي صرخة نكون بعاد على الصراعات الدينية والثقافية بين الشرق والغرب”.
وأضاف: “شاهدنا هذه الأيام حيوية وكثافة احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، إيض ايناير في كل بقاع وأقطار شمال إفريقيا، من واحة سيوا بمصر إلى الجزر الكناري بالمحيط الأطلسي، وبلدان الصحراء، فقد نظمت احتفالات كثيرة بزخم ضخم، في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبلاد التوارگ في الصحراء، إضافة إلى مختلف بقاع العالم حيث تعيش الجالية الأمازيغية”.
وتابع :”احتفال دول شمال إفريقيا بفاتح السنة الهجرية، مرتبط بالدين الإسلامي، واحتفالها أيضا بفاتح يناير السنة الميلادية، مرتبط أيضا، بالدين المسيحي، وكلها كما هو معلوم أديان وافدة على شمال إفريقيا. وهي الأرض التي لم تعرف نزول الأديان السماوية، لكن لم تكن قط بدون وجود حياة دينية، فقد كان للأمازيغ كما هو حال كل شعوب الكون، ديانتهم المحلية الخاصة، بوجود آلهة وتراكم ديني كبير بجوار حضارة الفراعنة التي ساهم الأمازيغ في بنائها وإغنائها، إن لم نقل أن الحضارة الفرعونية ما هي إلا جزء من الحضارة الأمازيغية، أو صفحة من صفحاتها”.
وشدد المتحدث بالقول: “إن شمال إفريقيا والصحراء لن تكون بعد اليوم، مرتعا للصراع الأزلي بين الشرق والغرب، صراع تورطت فيه المنطقة ودفعت ثمنه باهضا خلال قرون كثيرة، في حروب مدمرة متواصلة، منذ القرن السادس الميلادي ولاتزال تدور رحاها إلى اليوم..”.
وأضاف بوشطارت :”فالمغرب كدولة وأمة عريقة في شمال إفريقيا، استوعب دروس التاريخ جيدا، ولم يعد يريد الاستمرار في هذا الصراع الحضاري، الذي تورط فيه بحكم التاريخ والجغرافيا، بين الشرق والغرب في حوض المتوسط الذي أنهكته حروب هذا الصراع منذ قرون، فاقترح تصورا جديدا هو المشروع الأطلسي لبناء مشروع عالمي جديد عبر واجهة جديدة، تفتح العمق الإفريقي والصحراوي على العالم الجديد عبر بوابة الأطلسي، بعيدا عن حروب ونزاعات وحزازات الشرق والغرب”.