نيويورك أ ف ب ///
اتّهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الاثنين إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدا أن طهران أظهرت ضبط النفس على أمل تحقيق السلام في المنطقة.
وأعرب الإصلاحي الذي أدى اليمين الدستورية في نهاية تموز/يوليو بعد مصرع سلفه إبراهيم رئيسي في حادث مروحية، عن استعداده لإجراء محادثات مع الغرب وبخاصة حول “العدوان” الروسي على أوكرانيا.
وقال في لقاء مع صحافيين “نحن نعلم أكثر من أي طرف آخر أنه إذا اندلعت حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، فلن يكون ذلك في مصلحة أحد أينما كان في العالم. إسرائيل هي التي تسعى إلى توسيع هذا النزاع”.
ويزور الرئيس الإيراني نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يحضر للمرة الأولى.
وتتزامن تصريحاته مع اشتداد حدة القصف المتبادل بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل في الأيام الأخيرة، ما يثير مخاوف من توسع النزاع اقليميا على خلفية الحرب في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف في لبنان الاثنين “أكثر من 1100 هدف” لحزب الله.
وقال بزشكيان “حاولنا عدم الرد. لقد ظلوا يقولون لنا إن السلام في متناول اليد، ربما في غضون أسبوع أو أسبوعين”، في إشارة على ما يبدو إلى مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في إيران في 31 يوليوز بهجوم نسب إلى إسرائيل، وكذلك إلى المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الرئيس الإيراني “لكننا لم نحقق أبدا هذا السلام البعيد المنال. ففي كل يوم، ترتكب إسرائيل فظائع جديدة وتقتل مزيدا من الناس – كبار في السن وشباب ورجال ونساء وأطفال- (وتضرب) ومستشفيات وغيرها من البنى التحتية”.
ولم يجب بوضوح على سؤال عما إذا كانت إيران سترد الآن بصورة مباشرة أكثر على إسرائيل.
وقال “نسمع دائما أن حزب الله أطلق صاروخا”. وتابع “إذا لم يفعل حزب الله حتى هذا الحد الأدنى، فمن سيدافع عنه؟”.
وأضاف “من الغريب أننا نُعتبر دائما مصدر انعدام الأمن، لكن انظروا إلى الوضع كما هو”، في حين تتهم الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، بالإضافة إلى شركائها الغربيين، طهران بدعم حماس وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
واتهم الرئيس الإيراني، من جانبه، الدول الغربية بازدواجية المعايير، قائلا إن العنف “من جهة هو دفاع مشروع عن النفس، لكنه من جهة أخرى إرهاب وقتل”.
وقال إنه منفتح على الحوار، نافيا تسليم صواريخ لموسكو التي ندد للمرة الأولى بـ”عدوانها” على أوكرانيا.
وأكد “نحن على استعداد للجلوس مع الأوروبيين والأميركيين لإجراء حوار ومفاوضات. لم نوافق مطلقا على العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية”.
وتتهم الحكومات الغربية إيران بتزويد روسيا مسيرات وصواريخ من أجل حربها في أوكرانيا، وهو ما تنفيه طهران.
وتزايد توتر العلاقات مؤخرا بعد إعلان فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة فرض عقوبات إضافية على إيران ردا على تسليم الصواريخ.
ونفى الرئيس الإيراني من جديد أن تكون بلاده قد سلمت الصواريخ.
وأكد بزشكيان أن إيران تعتقد أنه يمكن حل النزاع في أوكرانيا “عبر الحوار وليس من خلال القتلى”، مشددا على “وجوب احترام حدود كل دولة”.
وفي الختام، دعا إلى احياء الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم العام 2015، والذي انهار بعد الانسحاب الأميركي الأحادي منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018. وفشلت مباحثات لاحيائه في فيينا في صيف العام 2022.