سعد لمحبة طنجة كود ///

زاد طلع المنافسة ياش فتاتح مسير سابق ل”الخبز الحافي”٬ مطعم-حانة مشهور في وسط مدينة طنجة محل جديد قريب من محل آخر كان يبيع قنينات الجعة والنبيذ والكحول بثمن مرتفع نسبيا، فيما يرفقه بقليل من المأكولات أو “الطابا”، سارع صاحب المحل الثاني إلى اتخاذ قرار يقضي بتكسير الأسعار، وتقديم مزيد من “الطابا”، حتى لا يهرب زبناؤه المعتادون إلى محل منافسه الجديد.

فقد كان المسير السابق معروفا بحرصه على خدمة زبنائه بأقصى درجات الكرم والاحترام، كما كان متشددا في تقديم أجود المأكولات، مع العمل على تنوعها، بدءا بالسَّلَطات والأجبان والمُمَلحات، ثم الأسماك المتنوعة واللحوم الحمراء والبيضاء، ونهاية بسلطات الفواكه، وقد يعرض على الزبناء الكرماء أو الأوفياء قنينة أو كأسا من النوع الغالي على حساب المحل. هذا التقليد في تقديم “الطابة” بمدينة طنجة ليس جديدا أو طارئا كالعمارات الشاهقة التي غزت الكورنيش، لمالكين اغتنى بعضهم بالتهريب والاتجار في المخدرات، بل هو تقليد يعود إلى الزمن الدولي لـ”عروسة الشمال” حين كانت تعج بكل الأجناس من كل حدب وصوب. “هو تقليد تركه الإسبان بها، والآن أصبح وسيلة لاستقطاب الزبناء من داخل وخارج المدينة، وبالتالي وسيلة للمنافسة بين الحانات”، يقول احد كتاب مدينة طنجة الذي خبر دروب طنجة وعوالمها الظاهرة والمعلنة.

فاسبانيا هاد التقليد اللي بدا فالاندلس كيتسمى “طريق الطاباس”. فيها كيخرجو لكليان من بار لبار يشربو كويسات ومعاهم اللي كنسميوها القطعة فابور. “طريق الطاباس” كيدار فشي مدن طلابية ليلة لخميس. الطلبة يخرجو يشربو وياكلو فابور. فليام العادية نقص بزاف هاد التقليد فمدن اسبانيا. تلقاه دابا فمدن بحال غرناطة وشي بارات فاشبيلية وقرطبة. الباقي خاصك تخلص الطابا.

لكن فطنجة هاد التقليد مازال مستامر. بدات فيه المنافسة. مصطفى، مسير فندق معروف في المدينة، يساير طنجاوي في نفس الطرح، مؤكدا أن “أصحاب الحانات يتنافسون بينهم لاستقطاب الزبائن”، قبل أن يصف تلك المنافسة بأنها “حرب الطابا بين الحانات، حتى وإن أدى الأمر إلى تقليل هامش الربح”. لكن مصطفى لا يخفي أن بعض أصحاب الحانات يعمدون، في بعض الأحيان، إلى “شراء منتجات أقل جودة بحجة أنهم يقدمونها بدون مقابل”. ثم يستدرك: “لا يعني هذا أن الأمر ينسحب على الجميع. هناك مطاعم تحرص على تقديم أطباق ذات جودة عالية. وذلك ما يفسر ارتفاع أسعار المشروبات مقارنة مع باقي المدن… الثمن المرتفع للمشروبات الكحولية يمكن هذه الحانات من تغطية جزء من المصاريف التي تخسرها على الطعام”. يستحضر مصطفى، نقلا عن معارفه الذين يكبرونه سنا، أن المنافسة حول “الطابا” اشتدت أكثر في بداية السبعينات بين محلين معروفين يملكهما مغربيان، قبل أن تمتد إلى باقي المحلات. وكان صاحب أحد المحلين، الذي كان يقدم لزبنائه ما طاب من طعام ولذ من شراب، قد انتحر في سنوات الثمانينات بعدما أفلس بإلقاء نفسه أمام القطار الذي كان يصل إلى الميناء.

وكتب عنه صاحب “الخبز الحافي”، محمد شكري، الذي كان أحد قاصدي محله بانتظام. في الوقت الحالي، لا تقتصر المنافسة بين أصحاب الحانات على زبنائهم المحليين، بل امتدت، مع انطلاق القطار الفائق السرعة “البراق” إلى الزبناء القادمين من المدن الأخرى، خاصة الدار البيضاء والرباط والقنيطرة، الذين ينتقلون كل نهاية أسبوع وفي أيام العطل إلى مدينة البوغاز، للاستمتاع بشرب كأس وتناول طاب من السمك الطري. هناك من يأتي صباح السبت ويعود في الليل، وهناك من يعود مساء الأحد، وهناك من يفضل أن ينطلق صباح الاثنين مباشرة إلى مقر عمله. “إيدريها الكاس آ عباس”، كما فعل “التيجيفي” فعلته.

فطنجة يمكن لعشاق هاد التقليد يبداو ل”گرونوي” اللي قريب من اوطيل “رامبرانت” فالبولفار وسط لمدينة. حداه بار زوين ولكن مولاه حيد هاد التقليد واسمو “پيپي”. كان هاد المطعم البار معلمة ف”الطاباس” قبل ما تنتاقل ملكيتو لشخص اخر. صغير وتيبيك ديال طنجة. من بعد تقدر تمشي ل”الخبز الحافي” اللي ايلي خديتي قريعة تقدمو ليك الماكلة حتى تگول باسطا. تبدا لصالاد وبايلا وجوج كفيتات واللحم بالبرقوق والدجاج وحتى الحوت الي بغيتي وتسالي بالفواكه. كلشي هاد الشي فابور. الدنيا كتكون مطرطقة. خاصك تجي بكري.

تقدر تكمل ليلتك بين حانات طنجة ب”الدورادو” ما كيعطيوش الطاباص ولكن هادا كان احد احب المطاعم عند محمد شكري. شي بارات اخرى سدو وكانو من معالم المدينة. من البارات اللي تقدر تمشي ليها وتشرب فيها كاس هو “البوديگا” القريبة من اوطيل شالة الشهير.

طبعا اللي بغى يبدل الاجواء يقدر يكمل ف”موروكو” بالقصبة. الطاباس ماشي فابور ولكن فيه عوالم حانات طنجة الجميلة. هادو غير هواة الكاس يا عباس فحانات كملها تاريخ فطنجة٬ اما اللي بغى النشاط ولقصاير فراه عندهم عوالم اخرى كتبدا مع الوحدة دالليل وكتسالي حتى للصباح.