حميد زيد ـ كود//

الذين يدعون أنهم يعرفون الكاتب السعودي أسامة المسلم يقولون لنا إنه مجرد كاتب خيال علمي وفنتازيا.

يعني هذا بالنسبة إليهم أن الخيال العلمي و الفنتازيا أقل من الأدب.

أو تحت-أدب.

وكأن من يكتبون الخيال العلمي. والفانتازيا. والرعب. والرومانس. والپولار. بالعربية. يعدون بالمئات.

بينما لم تنتج لنا هذه الأمة إلا كاتبا أو اثنين.

ولحد الساعة مازال الأدب العربي يرفض قبول كاتب مثل الراحل أحمد خالد توفيق في ناديه الضيق.

ومنذ البداية انتقصوا من الكاتب السعودي أسامة المسلم.

واعتبروا نوع “الأدب” الذي يكتبه غير ذي قيمة. وأدب جمهور. وعامة. وسوق. ولا يستحق أن نوليه أي اهتمام.

لكنهم لم يتحدثوا يوما عن أدب التاريخ الذي لجأ إليه الكتاب العرب من أجل الجوائز في الخليج.

وتجنبا للواقع. وللحياة. وللوجود. وللسلطة.

ولأن الآن-وهنا خط أحمر.

ولأنه ليس سهلا أن يكتب الواحد أدبا يعبر عن مرحلته.

وبلغة المرحلة.

لكن ما الأدب. أليس الأدب تخييلا. أليس فنتازيا. والحال أن الجميع يقلل من قيمة الكاتب السعودي أسامة المسلم. بدعوى أنه يشط في الخيال.

والحال أن الخيال العلمي نوع صعب. وفيه كل الأدب. وكل العلوم. وفيه فلسفة. ورياضيات. وميتافزيقا. وتاريخ. وفيه كل الأسئلة.

ويحتاج إلى جهد كبير. وإلى ثقافة واسعة. وإلى قارىء متمرس. وإلى إبداع. وإلى إلمام.

و من يرغب في التأكد من ذلك. فليقرأ مثلا ثلاثية معضلة الأجسام الثلاثة للكاتب الصيني ليو سيشين Liu Cixin .

وليقرأ دون وينسلو في الپولار. وجيمس إلروي في أدب الجريمة.

وقد يكون ما يكتبه الكاتب السعودي جيدا. وقد يكون رديئا.

وقد تكون لغته ضعيفة. هذا كله ممكن. ما دام أغلبنا لم يكن قد سمع به. حتى تفاجأنا بوجود كاتب عربي جماهيري. يتبعه الشباب. ويغمى عليهم. وهم يتحلقون حوله. ويتدافعون من أجل الاقتراب منه. والحصول على أوتوغراف منه.

إلا أن المثير في هذه القصة هو موقف “المثقف” المغربي.

الذي يرفض أن تكون للكاتب شعبية.

ويرفض النجاح.

والنجاح عنده هو الفشل الأدبي.

وأن تكون مقروءا بشكل كبير . يعني بالنسبة إليه أنك رديء. و لا تستحق لقب كاتب.

وما يثير أكثر هو رفض هؤلاء الأوصياء. على الأدب والثقافة والكتابة الإبداعية. لكل الأنواع التي تفوقت في كثير من تجاربها على “الأدب” التقليدي.

والخيال العلمي بالنسبة إليهم أقل من الأدب. ويستثنون في ذلك إدغار ألان بو. ولوفكرافت. لأن سلطة الأدب سمحت بمرورهما. وهم خاضعون لها.

ولأنهم تابعون. ومقلدون.

و الپولار بالنسبة إليهم لا يستحق أي اهتمام.رغم أن ما يكتب في هذا النوع. يتفوق فنيا. وفي أحيان كثيرة. على كثير من “الأدب”.

وما فعله هذا الكاتب السعودي.

وما يحسب له.

وبغض النظر عن قيمته الأدبية.

أنه حقق معجزة تتمثل في جذب القارىء  الشاب إلى العربية.

بعد أن كنا نظن أن الأجيال الجديدة تخلت عنها.

ولم يعد أحد يقرأ بها.

ولم يعد أحد ينتظر منها جديدا.

كما أنه جعلنا نؤمن بأنه من الممكن أن يكون لنا أدب جماهيري

ووردي

ورومانس

ورعب

وبولار

وفنتازيا

إلى جوار الأدب.

كما هو الحال في كل العالم

وجعلنا ننتبه إلى أننا جزء من هذا العالم. ونعيش بداخله. ونتأثر به. ونشارك فيه. ونبدع. ويكون لنا كاتب له شعبية كبيرة. وآخر تنتظر البنات رواياته على أحر من الجمر. رغم أنف كل من يقولون إنه “مجرد كاتب خيال علمي وفنتازيا”.