الوالي الزاز -كود- العيون ////
[email protected]
شهدت المسيرة التي نظمتها البوليساريو والجزائر بالعاصمة الإسبانية مدريد، السبت الموافق لتاريخ 16 نونبر 2024، عزوفا كبيرا من طرف المجتمع المدني والفعاليات الإسبانية التي غابت بشكل مؤثر عنها، وخفوتا واضحا في التغطية الإعلامية الإسبانية المخصصة لها.
وفي الوقت الذي يقدر فيه مقربون من البوليساريو عدد المشاركين في نحو 3 آلاف شخص تُظهر الصور والفيديوات الموثقة للحدث محدودية عدد المشاركين في المسيرة والذين لم يتجاوزا نحو 2000 شخص على غير العادة، بالإضافة لعدم وجود تمثيلية إسبانية من الصف الأول والإكتفاء بحضور فعاليات سياسية من قبيل المتحدث الرسمي باسم اليسار الموحد في مجموعة “سومار” البرلمانية، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونگرس، إنريكي سانتياگو، وإيسا سيرا عضو البرلمان الأوروبي عن حزب “بوديموس”، ثم إستريا گالان النائبة بالبرلمان الأوروبي بكتلة اليسارية في البرلمان الأوروبي.
وسجلت المسيرة الداعمة للبوليساريو السنة الجارية بمدريد تناقصا كبيرا في عدد المشاركين وخفوتا كبيرا في عدد المتعاطفين معها من الفعاليات المجتمعية مقارنة بالسنوات الماضية ماقبل دعم الحكومة الإسبانية لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، علما بأن تلك الفترة كانت تشهد مشاركة عشرات الآلاف وحضور تمثيلية سياسية إسبانية كبيرة من مختلف قوى اليمين واليسار.
وفي هذا الصدد علق، فارس سماحي رشيد، العضو بالحزب الإشتراكي في كاتالونيا، على مسيرة البوليساريو في مدريد وابفشل الذريع الذي لاحقها، على صفحته الشخصية في منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلا: “نهاية البوليساريو في اسبانيا اليوم خرج ما يقارب 500 حتى 600 شخص مابين انفصالي واسبان من بقايا الشيوعية في مظاهرة بالعاصمة الاسبانية مدريد هذي غير واحد 10 سنين قبل كان تيشارك في هذه المضاهرة مابين 50 الف حتى 70 الف اسباني وآلاف الانفصاليين بدعم من اغلب التيارات السياسية والنقابية والاعلامية والثقافية الاسبانية وتغطية اعلامية قوية من اغلب المنابر والقنوات الاسبانية. لكن اليوم كلشي تغير الغريب في الامر ان السفارة الجزائرية بمدريد بعثت برسائل عبر الواتساب للجالية الجزائرية للالتحاق بمظاهرة اليوم لتدارك الموقف لكن الدعوة قوبلت بالرفض من طرف الجالية الجزائرية بدريعة ان هذه القضية لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد البوليساريو انتهت باسبانيا”.
ويأتي تراجع عدد المتعاطفين مع البوليساريو في الداخل الإسباني لعدة أسباب من ضمنها الصورة التي باتت تحظى بها المملكة المغربية في إسبانيا والتي طوقت محاولات الإعلام الإسباني تشويهها في السنوات الأخيرة ما بعد دعم الحكومة الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي، بالإضافة لمستوى العلاقات الإقتصادية والتجارية التي باتت عليها العلاقات بين مدريد والرباط، بالإضافة لإشتراك البلدين في تنظيم كأس العالم 2030 رفقة البرتغال، وهي الخطوة التي سلطت الضوء على المغرب كبلد صديق، وكذا تصريحات الفعاليات السياسية الإسبانية الإيجابية المتكررة حول المغرب سواء التي تعود للمعارضة أو الأغلبية الحكومية.
وينضاف إلى ذلك سلسلة المبادرات الإنسانية المغربية في إسبانيا، لاسيما الهبة التضامنية بعد إعصار “دانا”، ومساهمة القطاع السياحي المغربي في تصحيح الصورة المغلوطة للإسبان حول المغرب، وهو ما يمكن إستكشافه من خلال زيارات السواح الإسبان للمملكة المغربية، فضلا عن الدور الذي تقوم به الجالية المغربية بإعتبارها من أمبر الجاليات في إسبانيا والصورة التي قدمتها عن المغرب.