عمر أوشن – كود//
سندروم ستوكهولم نعرفه لكن نحن لنا سندروم الكحول.. شكل معقد يستعصي على الفهم والتفسير..
علاقة شاذة ..معاشرة نفاق ..
خالوطة كذب هي علاقة البلد بالشراب والخمر؟؟
منذ وطأت أقدام الانسان المغرب وهو يصنع الخمور ويشربها كما يعجن الطحين و يعد خبزا..
اليهود والأطلس تفننوا في الماحيا الذي يداوي الروح والجسد وجبالة أبدعوا “الصامت ” وهو شراب لا يخلو من فوائد جمة على حياتهم وأطعمتهم وعاداتهم..
كان الصامت تغذية أخرى تضاف على الشريحة والزيت والزيتون والحساءوالخروب..
لكن هذا البلد الذي صنع الماحيا و الصامت والنبيذ مازالت تفتح حاناته بقانون إستثناء…. الإستهلاك فقط في النصارى والاجانب أما المغاربة فممنوع عليهم شريعة وقانونا ..
دولة وسلطة تحرم وليس الدين فقط ؟؟هل هذه دولة دينية أم دولة مدنية ؟؟
هل هذه دولة دينية أم دولة شكيزو..
هذه الحانات الممدودة على طول ربوع البلد وفي قراه ومدنه والمفتوحة للمغاربة الفقراء قبل الاثرياء طبعا هل هي بارات خاصة بالنصارى واليهود وباقي الديانات وليس بالمسلمين..
ثم إن حرص المستعمر و حرص الدولة بعد الاستقلال على سلامة صحة الناس جعل القانون ملتبسا غامضا متناقضا ومفارقا للواقع اليومي الملموس..
المغاربة شعب يشرب من عهد سيدنا نوح ..
لماذا البارات تفتح أبوابها للإفرنج فقط من حيث الشكل والتخريجية ..أما واقع الحال فهي مليئة بمغاربة كدح يقتسمون ثرثرات ولحظات هاربة في إنتظار الموت..
الديب حلال الديب حرام..
هذا هو منطق الدولة والحكومات مع الشراب..
أمواله وأرباحه و حلوته وضرائبه الصاروخية تدفء وتغذي وتنعش الميزانية العامة وصندوق بيت مال المسلمين ..
لكن مع ذلك في المغرب وأنت تشتري زجاجة نبيذ أو فودكا لا حق لك إطلاقاعلى فاتورة أو تيكي.. وصل ورقة يشهد لك أنك إشتريت بولعوان الشراب الدكالي مثلا..
العملية تتم في كامل سوق سوداء ..في غموض بين البائع و الشاري..
خذ طنا من الشراب لو شئت لكن الورقة اوهوووو ..لا ثم لا..لا دليل عندك أنك إشتريت نبيذا من مركز كذا أو بقالة كذا..
أنت تشتريه في يد الله و ممكن للوزارة التي باعت لك أن تنكرك نكرا أمام وزارة أخرى تعتقلك وتزج بك في المحاكم..
هوعين التناقض والعبث و السندروم..
لذلك كانت الخمور دائما الصندوق الاسود السخي الذي تفتحه أياد وتأخذ منه ما تشاء و متى تشاء وانتهى الأمر ..
مريضنا ما عندو باس..
من حق الشعب أن يشرب ليخفف من كرب الحياة والسياسة..
من حق الشعب أن يشرب حتى لا ينتحر..لكن من حقنا نحن الساهرين على راحتكم أن نتابع من نشاء ومتى نشاء ….
أغلى بيرة في العالم هي من نصيبنا..
أسعار النبيذ في البلد أغلى ما هو موجود في العالم بأسره ومساهمة السكايريا في المالية العامة عمل وطني جبار يقابل بنكران الجميل و نكران الكفاح..وأموال المندوبية السامية لجيش التحرير كان يجب أن تمشي لدعم المقاومين الجدد..
الأثرياء و الماسكون بالمناصب لا يحتاجون الى المساهمة في الاقتصاد الوطني..
نصيبهم غالبا ما يأتي بالمجان..كلشي بالمجان في إطار المقاربة التشاركية..
إنكم بشرب الجعة والنبيذ تساهمون في الإقتصاد الوطني..
هكذا تعلمنا من شعار وقيد السبع الذي هرف على رسمه حزب محمد زيان..
أنت رجل وطني..
وأنت سيدة حرة وطنية..
خذوا المناصب ..خذوا الكراسي ..لكن اتركوا النبيذ بعيدا عن الوصايا العشر..