إسرافيل المغربي – كود
—-
عُرف عبد العزيز عند المغاربة بـ “السلطان الذي باع المغرب مقابل دراجة هوائية” وعرفه التلاميذ والطلبة كفصل من دروس التاريخ تحت عنوان ” مظاهر التدخل الاستعماري بالمغرب في بداية القرن العشرين” ، حيث تقول هاته المقررات ، أن السلطان، قد افرغ نصف خزينة الدولة ، 20 مليون، مقابل دراجة.
تولى المولى عبد العزيز حكم البلاد ، في سن جد مبكرة، وأستمر ذلك ،طيلة 14 سنة ، أمضى الست سنوات الأولى منها تحت وصاية الحاجب القوي أحمد بنموسى”باحماد”.
أمام المشاكل التي كانت تحاصر المغرب نهاية القرن التاسع عشر ،ومطلع القرن العشرين ، تناسل حركات العصيان ،وتوالي سنوات القحط وتزايد الضغوط الأجنبية،و إفلاس خزينة الدولة .قرر سلطان البلاد ،الرفع من الجبايات وخلق ضريبة “الترتيب” ،التي لم يكن يسعى من خلالها إلى تجواز الأزمات التي كانت تلتهم البلاد والعباد ، بل إشباع رغبات من نوع خاص.كان السلطان الشاب ، ينفق أموالا باهظة ، من أجل إكتشاف كل ماينتجه الغرب ، من ألعاب ومنتجات ،كانت تثير فضوله وشغفه.
الدراجات الهوائية والنارية:
كان السلطان مولعا حد الهيام ،بقيادة الدراجات ،بكل أنواعها وأشكالها ، حيث أمر بتحويل ساحات قصوره ، إلى فضاء للعب ،تتخله حواجز ، ومرتفعات ، يقوم السلطان ، بالقفز من فوقها وتسلقها ،وممارسة رياضة البولو ،والقيام بالعديد من الحركات الاستعراضية كالسير فوق لوحة خشبية مائلة، موضوعة على صندوق،الأمر الذي كان يتسبب أحيانا في تحطم الدراجات المصنوعة من الألمنيوم، وإقتناء أخريات ، الشيء الذي أنعش المصنّعين والتجار المتعاملين معه.
الإنتقال من الدراجة إلى السيارة :
ألا يوجد ما هو أكبر من هذه الآلة؟ هكذا تسائل السلطان عبد العزيز ،بعدما مل من قيادة الدرجات الهوائية والنارية. تم جلب أربع سيارات كان السلطان قد أختارها بنفسه من خلال الكاتالوج. كانت هناك سيارتان صغيرتان إحداهما من نوع لويس 16 بسيطة خضراء اللون ومذهبة .كان السلطان ينظم بعض السباقات في مدينة فاس ، قيادته كانت متهورة ،ولاتأبه بالحواجز والحفر ، مما يؤدي إلى تعطيل السيارات! بين الفينة والأخرى ، يقرر السلطان تقاسم فرحته ،مع زوجاته ، ونقلهن إلى القصر على متن السيارة في كامل السرية.
الكهرباء والتسديد بالمدفع :
شكلت الكهرباء صدمة وجودية بالنسبة للسلطان عبد العزيز ، الشيء الذي جعله يصدر الأوامر من أجل إنشاء ، مولد كهربائي ،في قصره المراكشي .كان يجد متعة في تشغيل المحركات بنفسه ، و يلهو عبر صعق المحيطين به بشكل مفاجئ ، خاصة رهط من صغار العبيد السود .
من بين الأشياء الأخرى التي كانت تبعث البهجة في نفس السلطان عبد العزيز ، التسلي بالتسديد بالمدافع ،تجاه البحر أو أهداف صخرية. كان أحيانا يستدعي وزير الحرب المنبهي ،ليشاركه التسديد ،كلما أخطأ ،كان السلطان يشتعل فرحا ،معلنا تفوقه على وزيره.
اللعب بالمنطاد ,الهاتف ,والتصوير :
كان السلطان يهوى المناطيد وركوبها ، والمفرقعات ومنظر الشهوب النارية التي كانت تزين سماء المدينة .كان التصوير بالأبيض ،لايكفي السلطان ، حيث أمر بإستيراد أحدث الكاميرات ،التي تستخدم تقنية الألوان الثلاثة ، كان يقضي وقتا طويلا ،في إلتقاط صور لحريمه ،ويطلب منهن التزيين بأحلى وأجمل حليهن ثم يجلسن أمام خلفيات مضيئة والزرابي وبعض الأزهار الاصطناعية.
المصادر :
* صحيفة “ساشانيت”
*مذكرات ڭبريال ڤيري