حميد زيد – كود//
كما لترامب سارة كنافو. وإريك زمور. في فرنسا.
فإن له إسحاق شارية في المغرب.
فليس سهلا أن تقول إنك ترامبي. لكن الأمين العام للحزب المغربي الحر أعلنها صراحة.
ودون لف ولا دوران.
وهو الوحيد بين كل رجال السياسة في المغرب الذي كان واضحا.
و لم يخف اتفاقه مع الإيديولوجية الترامبية.
ولم يتردد في إبداء إعجابه بالرئيس الأمريكي. وبنظرته للأشياء. وللعالم.
بينما هناك ترامبيون كامنون في اليسار
يرفضون اللقاح
ويؤمنون بكل نظريات المؤامرة
لكنهم لا يجرؤون على إعلان ترامبيتهم.
ورغم غياب إسحاق شارية عن حفل التنصيب. الذي حضره كل ترامبيي العالم.
إلا إن انتماءه للأممية الرجعية الجديدة لا يناقش.
و في أي وقت يمكنه أن ينال العضوية الكاملة.
ليجلس إلى جانب رئيس الأرجنتين خافيير كيلي.
و ليتجاذب أطراف الحديث مع أيلون ماسك.
وبقليل من الحظ يمكنه أن يوجّه إليه الدعوة ليسافر معه في مركبته الفضائية إلى المريخ.
طائرا في تيسلا المستقبل.
محلقا في الفضاء.
مراقبا المشهد السياسي المغربي من فوق.
قبل أن ينزله ترامب وعلماؤه ليقود الحكومة في المملكة.
بعد أن يتلقى تكوينا سياسيا من الكائنات الفضائية.
فبمجرد أن أدى دونالد ترامب القسم . وألقى خطاب حفل التنصيب.
خرج شارية ليعبر عن سعادته بما سمعه من رئيسه عن إلغاء الجندر.
وأنه لا يعرف إلا الرجل والمرأة.
وأن لا يؤمن سوى بالجنس وليس بالنوع.
غامزا من قناة وزير العدل عبد اللطيف وهبي.
ساخرا من اليسار.
ومن حقوق المرأة. ومن الأقليات.
مستعينا بالولايات المتحدة الأمريكية في حربه ضد المدونة.
وضد وزير العدل.
ورغم أن إسحاق شارية يتزعم حزبا ليبراليا.
فإنه ليس ليبراليا بالمرة.
و يختزل مثل ترامب الليبرالية في الربح. وفي المصلحة.
أما في ما يتعلق بالحرية.
أما الحقوق.
أما الهجرة.
فإن ترامب لا يؤمن في ما يخص هذه الأمور سوى بالحدود. وبالأسوار. وبالمنع.
و المتأمل في الرجلين.
سيكتشف أوجه شبه كثيرة بين ترامب وشارية.
فهما معا يتبنيان خطابا محافظا. لكنهما في الحقيقة ليسا محافظين.
و هما معا يبدوان قريبين من الخطاب الذي يوظف الدين.
لكنهما ليسا كذلك.
وهما معا يروجان لخطاب التحذير من الآخر والغريب.
ويحارب ترامب الأجانب.
ويطارد إسحاق شارية الثور البرازيلي في شوارع الرباط.
ويعتبره دخيلا. محذرا في الآن نفسه من لحمه.
و مثل ترامب يحارب إسحاق شارية ال”wokisme”.
و يناضل من أجل التخلص منها.
ورغم أن هذا النقاش غير مطروح في المغرب.
فإنه يحارب اليسار. و حركات الفيمنست. والسود في الجامعة.
وعندما يسقط مطر الووكيزم في أمريكا
يحمل إسحاق شارية المظلة هنا في الرباط
مناهضا الليبرالية السياسية
و مناهضا حزبه.
مطاردا المتحولين
والنساء
وفاضحا بؤر”ثقافة الإلغاء”
وكل من يخطط لتفكيك الأسرة المغربية.
معولا على القيادة الأمريكية الجديدة كي تقف في صفه في الحرب التي يخوضها ضد عبد اللطيف وهبي.
بسبب شكاية قديمة تقدم بها هذا الأخير ضده.
وهي التي جعلته يحقد على قيم الليبرالية
وعلي اليسار
وعلى الفيمنست. ملتحقا بدونالد ترامب. منضما إلى هذا التحالف الجديد
الذي سيحكم العالم
وبعد أن يدمره
ويدمر بيئته وطبيعته
قد يصعد معهم إسحاق شارية في سفينة فضائية إلى كواكب بعيدة
والتي ستكون بمثابة سفينة نوح جديدة
معتذرا للتكتل الشعبي ولمحمد أوزين ولكل من تحالف معهم.
واقفا على جبل قاف
تاركا المغاربة تحت يواجهون مصيرهم
في كرة أرضية غير صالحة للحياة
ولا تعيش فيها سوى الأقليات
وبقايا اليسار
وقوم الووكيين
وشرذمة من “الدراغ كوين”.