عمر المزين – كود//
قال محسن إدالي الباحث في الجغرافية السياسية والاجتماعية، أن ساكنة المغرب لم تزداد خلال الـ10 سنوات الأخيرة سوى بحوالي 3 مليون نسبة، وهذا يؤكد على أن بلادنا دخلت فعليا في النموذج الغربي للخصوبة الذي يتميز ببطء النمو وتقلصه بشكل لا يساهم في تجديد الأجيال، ويؤدي تدريجيا إلى تراجع أعداد الساكنة وتناقصها، مع ما يرافق ذلك من اختلالات هيكلية في نسق العائلة كميا وكيفيا .
وأضاف أستاذ التعليم العالي، ومدير قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال، في تصريحات لـ”كود”، إن “نمط المغاربة المعيشي واختياراتهم في هذا المجال على مستوى العائلة والخصوبة وعدد الأطفال أصبح يتميز بمزيد من التقلص”، والتماهي مع ثقافة الغرب بمنسوب يزداد حدة مع السنوات، إضافة إلى آليات أخرى أفرزت هذا الواقع، وهي مرتبطة بالوضع الاقتصادي للفئة الشابة، وظروف عيشها، وطغيان الفردانية والنزعة الذاتية، وأفول العديد من قيم الحياة الاجتماعية بفعل مؤثرات وثقافات واردة، تغديها وسائل التواصل المتعددة حاليا .
ويرى المتحدث أن “بلادنا أصبحت فعلا تشكل نموذجا مغربيا غربيا للخصوبة مقارنة مع دول الجوار، التي لا زالت نسبة الخصوبة بها مرتفعة أو لابأسبها.
وفي رده على سؤال “كود” حول هل تشكل هذه الأرقام الرسمية تهديدا على مستقبل المغرب خاصة مع اتساع قاعدة الشيخوخة، أضاف إدالي قائلاً: “فعلاً هذا الأمر يدق ناقوس الخطر لما له من تداعيات على بنية المجتمع وهرمه السكاني، خصوصا على مستوى تقلص الفئة الشابة المشكلة لمفهوم الحيوية والنشاط بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .
وتابع قائلاً: “سندخل فعليا في شكل آخر من الهرم السكاني، حيث يضيق في أسفله ووسطه ويتسع في قمته. الفئات التي تتجاوز 60 سنة ستصبح أكثر فأكثر طاغية في بنية هذا الهرم، ما يتلو ذلك من اختلال في التوزان الديموغرافي لبلادنا، وأيضا تقليص مساحة النشاط المقرون بفئة الشباب.