حميد زيد – كود//

ماذا كنت تطلب من عبد الإله بنكيران أن يقول عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

و هل كنت تطلب منه يا وهبي أن يمدحه.

هل كنت تريد أن يقول له: ترامب الرائع.

أو ترامب الجميل.

أو ترامب الإنساني.

هل كنت تتوقع منه أن يصفه برجل السلام.

بينما هذا كله غير متوفر في الرئيس الأمريكي.

بينما هو نقيض الجميل. والرائع. ورجل السلام.

وكل ما فيه سيء.

وكل ما فيه قبيح. ومنفر.

وكل سلوكه متعجرف.

وحتى ذوقه. فإنه لا يوجد في العالم من هو أسوأ منه.

وحتى ربطة عنقه. فإنها ثقيلة. وحمراء فاقع لونها. ولا يمكن أن تعجب أحدا.

لذلك قلْ لنا يا وزير العدل.

قلْ. قلْ. ماذا كان من المفروض أن يقوله بنكيران عن ترامب. حتى لا تحرض عليه. ولا تنبه النيابة العامة. و لا تخبر العالم كله. بأنه سب وأهان الرئيس الأمريكي. وتصرخ كي يسمعك الجميع أنه ارتكب سلوكا مخالفا للنص الجنائي.

وهل كان عليه أن يعتبر مخططه بتهجير الفلسطينيين عبقريا.

هل كان عليه أن يتغزل في غرة شعره.

وفي فضائحه.

قلْ لنا يا وهبي.

بينما كل ما في ترامب يدعو إلى الإساءة إليه.

ومهما حاولت أن تشكره.

وأن تطري عليه.

فلن تستطيع.

لأنه يستعصي على ذلك.

وكل ما يفعله.

وكل ما يقوله سخيف. ومقزز. ويسيء إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وإلى كل ما تمثله من قيم الحرية. والديمقراطية.

وإلى تاريخها. وماضيها. وحاضرها.

ولو كانت الإساءة إلى الرئيس الأمريكي موجبة للعقاب. وللسجن. يا وهبي. لتم اعتقال كل البشرية.

فلا أحد يقدر أن يشكر ترامب.

إنه شخص غير قابل للشكر.

وفظ.

وجاهل بالتاريخ. وبالسياسة. وبالجغرافيا. وبالأوطان. وبكل ما يتحدث عنه.

لذلك قل لنا يا وهبي.

كيف كان على بنكيران أن يتحدث عن ترامب.

وللأمانة فقد كان لطيفا وهو ينتقده.

كان بنكيران حذرا على غير عادته وهو يتحدث عنه.

كان ربما يفكر في أنه أمين عام حزب. ورئيس حكومة أسبق. وأنه مسؤول.

ولذلك لم نر بنكيران الذي نعرف.

ولم يتصرف على سجيته.

ولم يطلق العنان للسانه كما عودنا.

وماذا تسمي ما قمت به يا وهبي.

و أليس هذا تحريضا من طرف وزير العدل على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وهل تهدده.

وهل تحاول بذلك ردعه. كي يصمت.

وهل تريد أن تسجنه هو الآخر.

و هل تسعى إلى تنبيه ترامب كي يشتري بنكيران.

ويهجره.

ويمنحه بيتا في مكان آخر بعيدا عن الرباط.

وهل تريد أن تهدده بأنك ستفتح عليه أبواب الجحيم. كما فعل ترامب مع المقاومة.

وإما أن تصمت يا بنكيران.

و تتوقف عن المعارضة. و إما سنتهمك بالإساءة إلى رئيس دولة أجنبية.

بينما لا يمكن أبدا أن لا يسيء إنسان محترم إلى ترامب.

ورغما عنه.

ومهما كان عفيفا. و متخلقا. وطيبا. فإنه سيضطر إلى أن يفعل ذلك

كل شيء. كل شيء في ترامب. يدعو إلى الإساءة إليه.

كلامه.

مواقفه.

جشعه.

صلافته. صفاقته. عدم احترامه للآخر. وللدول ذات السيادة.

ونزعته الاستعمارية.

كل شيء

كل شيء فيه يستوجب الانتقاد. والشتم. والإساءة.

وعجبي ممن لا يفعل ذلك.

وعجبي ممن يصمت ولا يقول شيئا عن ترامب.

ولا يحذر منه.

ولا ينبه إلى الخطر الذي يشكله على العالم أجمع.