حميد زيد – كود ///

ألم يسافر محمد أوجار مع الاتحاديين ذات انتخابات إلى مدينة جرسيف. ليساعدهم في الحملة. و ليفوز المرشح الاتحادي.

أ لم يضح من أجلهم.

أ لم يتحمل عناء السفر ويقطع كل تلك المسافة من أجل نصرة حزبهم اليساري.

وهو التجمعي. الليبرالي. اليميني.

وهل نسوا فضله عليهم. وتضحياته.

و هل ذاكرة الاتحاديين قصيرة إلى هذا الحد حتى يظنوا بمحمد أوجار السوء.

و يهاجموه.

و يردوا عليه بكل هذه الحدة.

ويتهموه بأنه “يقلل من التوقير الواجب دستوريا للإرادة الملكية”.

فقط لأنه استكثر على الاتحاديين سيطرتهم على معظم مؤسسات الحكامة. من مجلس أعلى للتعليم. ومجلس وطني لحقوق الإنسان. ومجلس اقتصادي واجتماعي وبيئي. ومندوبية سامية للتخطيط…

وحجة أوجار هي أن الاتحاد الاشتراكي حزب خاسر في الانتخابات.

ومن غير المعقول أن يستفرد بكل هذه المؤسسات.

و أن يتم تعيينه دون غيره.

و أن يحصل على كل هذا “الريع السياسي”.

وأن تعرقل إيديولوجية من الماضي عمل الحكومة.

فماذا وقع حتى يتحول شخص كان يسافر مع الاتحاديين إلى جرسيف ليدعمهم في الحملة الانتخابية إلى عدو لدود.

يعتبرهم ينتمون إلى عصر ولى وانقضى.

وماذا حصل حتى يتحول محمد أوجار إلى معارض يساري ينتقد تعيين وجوه اتحادية على رأس مؤسسات الدولة الرسمية.

ماذا وقع له حتى صار يحتج على ذلك.

ويحن إلى شبابه اليساري أيام الجامعة.

ويصبح رجلا ديمقراطيا. لا يقبل إلا التفويض الشعبي. و السلطة لمن صوت لهم الشعب.

رغم أنه حسم منذ عقود مع هذه “الأوهام”.

واختار الحزب اليميني المناسب في الوقت المناسب.

وكان دائما هو نفسه في السلطة. ومعها.

وفي الوزارات. وفي المسؤوليات. وفي الصحافة. دون أن يحصل على أي تفويض شعبي يذكر.

ورغم كل الذكاء الاتحادي

فإنهم يظنون أن محمد أوجار جاد في كل ما يقول.

وأنه ينتقدهم.

وأنه مع الشرعية.

بينما هذا كله لا يهم على ما يبدو محمد أوجار.

و غالبا أنه يبحث عن شيء آخر.

فلم نسمع منذ مدة عن استوزاره. رغم أنه من قادة التجمع.

ورغم مرور التعديل.

ورغم ظهور كل هؤلاء الوزراء الشباب في الحكومة والذين كانوا إلى غاية أمس يرقصون ويغنون في تجمعات الحزب.

ورغم أنه ينتمي إلى حزب رئيس الحكومة.

فإنه. ومنذ فترة طويلة لم يتم تعيينه في أي منصب.

ولم يعد موجودا في جنيف.

و عالم خال من المسؤولية. ومن المناصب. يجعل شخصا مثل محمد أوجار يشعر بالضجر.

يجعله يقرف أشد القرف.

و يجعله يتحرك في كل اتجاه.

ويجعله يفكر. ويعارض. ويحتج. ويتكلم. ويتحول إلى شخص ديمقراطي. لا يقبل سوى بالإرادة الشعبية. وبما أسفرت عنه صناديق الاقتراع.

ومؤسسات الحكامة لمن صوت له الشعب.

وليس إلى فيلة الاتحاد.

رافضا سياسة التعيين. ومطالبا بإعادة النظر فيها.

معارضا المبدأ.

وبأن يعين فيها على الأقل الفائزون في الانتخابات.

وهذه على الأرجح حيلة قديمة من زميلنا ووزير العدل الأسبق.

وقد عانوا منه كثيرا في التجمع الوطني للأحرار.

وكلما كان يريد موقعا.

يؤسس من أجله حركة. و توجها. ويظل يضغط. ويضغط. ويعارض. إلى أن يحصل عليه.

وبعد أن يحقق ما كان يسعى إليه. يعود محمد أوجار. من جديد شخصا هادئا.

يتكلم بحكمة.

وبصوت بالكاد تسمعه.

وبلا موقف من أي شيء.

وبلا أي حديث عن اليمين. وعن اليسار. وعن الانتخابات. وعن التعيين.

مبتعدا عن أي نقاش. كيفما كان. فما بالك بتعيينات الملك.

متحدثا في كل شيء كي لا يقول أي شيء. بعبقرية. وبدهاء سياسيين. .نادرا ما يتمتع بهما رجال السياسة في المغرب.

لكن يبدو أن الاتحاديين يحتاجون بدورهم إلى محمد أوجار .

وإلى من يعود بهم إلى النقاش.

وإلى المشهد

وإلى من يبعث فيهم الحياة

وإلى من يذكرهم بأنهم حزب كفاءات

وبأنهم لا غنى عنهم

وبأن وزنهم السياسي كبير رغم صغر حجمهم الانتخابي.

وهذا كله جيد ويوحي بأنه أخيرا حدث خلاف سياسي في المغرب بين طرفين

وبين خصمين

يستحق المتابعة

لكن من يصدق محمد أوجار

ومن يصدق أن الاتحاديين غاضبون حقا.

ويردون عليه.

ويرفضون ما صرح به بخصوص هيمنتهم على مؤسسات الحكومة.

مع أنهم سافر معهم إلى جرسيف

ومن يسافر معك إلى هذه المدينة

وينزل فيها بكل ثقله

وينظم فيها مهرجانا خطابيا لمساعدتك

من المستبعد أن يكون ضدك

ولا ضد أي شيء يمكن أن يحدث في المغرب

أو في العالم.