حميد زيد – كود//
لا نأمة.
و لا حركة. و لا صوت لكل هذه الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية.
كما لو أنها غير معنية.
وكما لو أنها مستقيلة.
و تبحث عن موقف سياسي واحد.
وتبحث عن صوت من التجمع الوطني للأحرار. أو الأصالة والمعاصرة. أو الاستقلال.
وتبحث عن من يتبنى تعديلات المدونة.
ومن يقول إنها لنا. ونتبناها. ونفتخر بما جاءت به.
بينما لا أحد.
ورغم كل المقاعد التي حصلت عليها هذه الأحزاب.
ورغم كل الاكتساح.
ورغم الإمكانات المادية التي تتوفر عليها.
فكلهم منسحبون. ولا رأي لهم في أي شيء.
ولا يشتغلون ولا يتحركون سياسيا.
ومنذ أن غنت شبيبتهم “مهبول أنا” فإنه لم يظهر لهم أثر.
ولا نعرف هل هم مع التغيير أم ضده.
وهل هم حداثيون أم محافظون.
وهل هم كائنات سياسية حية. ومن لحم ودم. أم أشباح.
بمن في ذلك نوابهم. ووزراؤهم. و منظماتهم الموازية. وقواعدهم.
و أتحداهم أن يظهروا. ويلمسهم المواطنون.
وأتحداهم أن يخرجوا ويشرحوا للناس. ويبينوا مواقفهم.
إنهم منكمشون في هذه الأجواء الباردة.
ولا يلعبون دورهم.
ولا يمارسون السياسة.
ويعولون بدل ذلك على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وعلى قطاعهم النسائي.
وعلى التقدم والاشتراكية.
وعلى الصحافيين.
وعلى اليسار. وعلى الليبراليين. الذين لا أحزاب لهم.
وعلى الجمعيات النسائية.
وعلى نخبة لم يعد لها من يمثلها وتمثله في هذا المشهد السياسي الغريب.
وعلى عبد اللطيف وهبي. الذي لا يمكن أن يتحمل لوحده كل العبء.
ومن العبث أن يكون هكذا في الصورة.
وأمام فوهة المدفع.
بينما الحكومة منسحبة بالكامل. ولا تبذل أي مجهود.
ومن الصعب العثور عليها في أي مكان.
حيث لا يرى التجمعيون. ولا الباميون. ولا الاستقلاليون. أي ضرورة للعب أي دور.
ولسانهم حالهم يقول حزمونا و رزمونا ولا تعولوا علينا.
فنحن بارعون في النجاح في الانتخابات.
لكن لا موقف لنا.
ولا رأي لنا.
وليس من عادتنا أن نصدع رؤوسنا بهذه الأمور.
و شعارنا هو أن كل ما تريده الدولة نحن معه.
وحين تكون الدولة محافظة نكون في صفها.
وحين تكون منفتحة ومع التغيير نكون أيضا في صفها.
وحتى حزب الاستقلال. ورغم كل عراقته. فقد أصابته العدوى.
وصار هو الآخر بلا موقف.
ولا يسمع له صوت.
وحتى نزعته المحافظة تخلى عنها وصار مثل أي حزب.
في حكومة لا يرغب أي طرف فيها أن يقدم خدمة للآخر.
وكل حزب يتربص بحليفه.
وكل حزب يستعد للانتخابات القادمة. وللحكومة القادمة.
أما الآن.
أما في الوقت الحالي.
فيمكن للحكومة أن تشتغل بالمناولة.
وتوظف معارضتها.
للترويج للعمل الحكومي.
لأنها مؤهلة أكثر منها للعب هذه الأدوار.
ولأنها تمتلك ما يكفي من التجربة.
ومن الخطاب
ومن الموقف السياسي الذي يسمح لها بالخروج إلى العلن.
ولأنها تقوم بذلك مشكورة. وبطيب خاطر. خدمة منها للدولة.
أما التجمعيون
أما الباميون
فمهنتهم هي النجاح في الانتخابات
وهي ملء البرلمان.
وهنا ينتهي دورهم.