كود : يونس أفطيط///

من يستطيع منكم أن يضغط على الزر ويوقف قنواتنا؟، أرجوكم أخبروني أيكم يستطيع فعلها يا مخزننا العزيز، أوقفوا هذه القنوات والاذاعات التي لا يستمع لها أحد من دافعي الضرائب، نحن كلنا محتجزين لدى الوليد بن طلال والسبكي وروتانا وإم بي سي، لقد إختطفونا منذ أمد بعيد، وأنتم لا تزالون تعتقدن أننا نشاهدكم، والحقيقة أن الاشباح والعفاريت فقط من يشاهدونكم.

وصدق بنكيران وكان صادقا جدا حين تحدث عن العفاريت، فخمسة ملايين عفروت يشاهد القنوات والتلفزات أما المغاربة فهم مسلوبون لدى القنوات الخليجية، يشاهدون مهند يبكي على صدر نور، ويرون حنان لخضر تقبل صديقها اللبناني، ولأن المغاربة كرهوا واقعهم فإنهم يعيشون في خيال الخليجيين، في برامجهم، ولسنا وحدنا من إختطفنا، فكل موهبة مغربية قد تم إختطافها من الخليجيين، وصارت ميساء مغربي مغربية بالاسم ولغتها خليجية، وكذلك عشرات الصحفيين والمذيعين، الكل مختطف ومحتجز لديهم، ونحن أيضا ننتظر دورنا ليأخذونا عندهم، وكل ما نفعله هو أننا في دورة تكوينية في قنواتهم، نشاهدها صباح مساء، حتى تأتي الفرصة ونطير إليهم فتجدنا نفهم لغتهم ونعرف عن ثقافتهم أكثر منهم.

حتى أغانينا أصبحت خليجية، شعراءنا فهموا لب الموضوع، وصاروا لا يكتبون إلا شعرا بألحان خليجية، وفنانينا أولئك الذين حصلوا على أوسمة، لم يحصلوا عليها لأنهم ظهروا في شاشاتكم، وكل من ظهر فيها لا زال يصرخ وينتظر دوره لينال وساما، أنتم لعنة، أنتم لعنة، ومن أراد وساما أو إثنان فعليه أن يظهر في إم بي سي.

وكلما شعر المغاربة بالغثيان وأرادوا التقيؤ ليرتاحو من الاحساس الفضيع بالغثيان المصاحب للدوار وجههوا تلفازهم شطر قنواتكم، ولحظات وتصبح منازلهم كريهة برائحة قيئهم، فيعودون مرة أخرى للاحتجاز لدى الخليجيين طواعية.

والعجيب أن إم بي سي لا تنال شيئا من ضرائبنا، وكذلك روتانا، وأفلام السبكي لا تعرض في دور عرضنا، ونشاهدها دائما مجانا على القنوات المصرية والخليجية، ورغم أننا ننال كل شيء بالمجان، فإنهم يستمرون في إختطافنا، ولم يتأففوا يوما من كوننا عالة عليهم لا ينالون منا شيئا.

لم تفعل القنوات الخليجية والمصرية من جريمة سوى أنها حملت باسم يوسف من اليوتوب نحو التلفاز، وبعد أن كان مجرد متشرد في موقع اليوتوب، صار الاكثر مشاهدة في مصر والمنطقة، وإستطاع أن يؤكد أن الطبيب والمهندس والمحامي والمواطن العادي يستطيع بموهبته الفذة أن يكون منشط تلفزي أروع من المحترفين، لكن هذا الامر جريمة، جريمة كبيرة في حقنا، جعلت التيجيني ينتج لنفسه برنامجا رديئا في ديار المهجر، ويصدق أنه باسم يوسف المغربي، وينتظر متى تأتيه الفرصة ليتم نقله من اليوتوب إلى التلفاز.

إنتظر شهور وهو يرمي برابط برامجه إلى الصحفيين المغاربة لينشروا له فيديوهاته على المواقع التي يشتغلون بها، وإنتظر سنوات، لكن دون جدوى، وأخيرا فهم اللعبة، وتأكد أن الامر يحتمل أمران، إما أنه ليس باسم يوسف أو أن قنواتنا ليست بحجم موهبته الفذة، ففكر ومحص في الامر كثيرا، وخرج بخلاصة واحدة، أنه بالفعل باسم يوسف، وأن العرايشي لم يره بعد، وعليه أن يراه، لذلك بحث عن من يجعل العرايشي يراه، فوصل إلى ذاك الذي لا يذكر إسمه، وطلب منه أن يجعل العرايشي يرى بأن التيجيني موجود في الواقع، لعله ينال فرصة ويصبح باسم المغربي، وبقدرة قادر إستطاع العرايشي أن يرى التيجيني، وطلب خدماته اليوتوبية، وأصبح “باسم التيجيني” نموذجا ثانيا للانتقال من اليوتوب إلى قناة تلفزية، وككل المشاريع فهناك أعطاب ونسبة خطأ، وكان التيجيني نسبة الخطأ في مشروع نقل المواهب من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي.

كم يكلفنا هذا الخطأ الفضيع؟، “كود” الشريرة كعادتها إنفردت بفضح الحكاية، وقالت أن برنامجه يكلف أكثر من مليار سنويا، والكارثة والفضيحة أن كل واحد من ضيوف “باسم التيجيني” يكلفنا مبلغا محترما لكل حلقة، وحين يحضر بنعبد الله وإلى جانب أنه سينال معاشا سمينا، فإنه سيكلفنا في كل حلقة يحضرها معاشا بقيمة معاش مجموعة موظفين، الامر كذلك بالنسبة لباقي زعماء الاحزاب والبرلمانيين والوزراء وعلية القوم الذين لم تختطفهم إم بي سي، ويصرون على أن يؤكدوا أنهم مغاربة، لا يصيبهم الغثيان ولا القيء، ولديهم مناعة ضد الحموضة.

أتحدث كثيرا وتختلط علي الاوراق، وإعذروني أنا أيضا خطأ فضيع في “كود”، لكنني لا أكلفكم أي شيء من أموال دافعي الضرائب، فنحن لا ننال دعما من أموالكم ونعيش بما نملك، وبرواتبنا، لكن التلفزة تكلفنا الملايير، تطبخ لنا أكلات غريبة لا نتذوقها في ماستر شيف وتكلفنا الملايير، تُحضّر لنا عرسا لا نحضره ولا نرقص فيه، ويكلفنا الملايير، تأتي لنا بضيوف سياسيين وحكوميين يبهدلوننا وندفع من أجلهم الملايير ليستمروا في الحضور والضحك علينا، تنتج برامج مقلدة بشكل سيء وتقدمها لنا بأنها برامج عالمية ونسكت، وكل هذا لماذا، لأننا محتجزين لدى الخليج والشرق الاوسط، والمحتجز فمه مكمم ويداه مقيدة، ورغم صمتنا فإننا لا نقبل هذا الامر، ونلعن باسم يوسف في قلوبنا، لأنه أحضر لنا نموذج فاشل، وبدل أن يكون لنا باسم يوسف، ورطنا العرايشي في “تعاسة التيجيني”، ولنشاهد خطأ فضيع فإنه علينا أن ندفع من جيوبنا أكثر من مليار، ما هذا يا هذا، إتركوني محتجزا لدى الخليجيين، ولا تحاولوا أن تستعيدوني ببرامجكم التافهة، فأنا حر وأرغب في أن يدفع نصيبي من الضرائب لقنوات الخليج.

أوقفوا التلفزيون المغربي وإكتبوا عليه “نهاية الارسال” كما كنتم قبل سنوات، حين كان الانتاج التلفزيوني يكلفكم عشرة ملايين سنويا وكل المغاربة يشاهدونكم في سينما الخميس وركن المفتي والنمر المقنع وكابتن ماجد.